يحاول المؤلف في هذا الكتاب تعريف التشيع الذي نعني به الاسلام كما حملته الينا العترة الطاهرة المطهرة من اهل البيت عليهم السلام وتصحيح الاوهام والمفاهيم الخاطئة التي كوّنتها ظروف السياسة ، وعمّقتها الاقلام والالسن المأجورة والاتجاهات المتعصبة حول أصله ومحتواه ، واما منهجه المؤلف في هذا الكتاب هو التزام الموضوعية والامانة العلمية في البحث والنظر في ما يطرح من احداث ومواقف تاريخية وقضايا فكرية لها صلة بديننا وعقيدتنا نظرة نقدية بناءة بعيدة عن التعصب غايتها الوصول بالقارئ المسلم الى الحق فيما يخص دينه وعقيدته ورسالته في هذه الحياة مع تبّني مبدأ التقارب بين المسلمين جميعا على أسس الاسلام وأصوله المشتركة ، يبدأ المؤلف بالحديث عن نشأة التشيع كأعرق اتجاه اسلامي ، ثم يعرّف بمنهج التفكير والبحث الذي يبني هذا الكيان صرحه الفكري على اساسه ، ثم يعرّف بأبرز مرتكزات العقيدة ومصادر الاستنباط ، ومنهج الفهم والاجتهاد .
لقد تناول كثير من الباحثين في قضايا الفكر والمذاهب والآراء الاسلامية الكيان الشيعي بالبحث والدراسة من حيث النشأة والبنية والمحتوى والأثر السياسي والحضاري في تاريخ الإسلام ، وغير أن من المؤسف ان معظم تلك الدراسات لاسيما دراسات المستشرقين والمتتلمذين على افكارهم ، حملت الدس والتشويه والخلط بعيدا عن الانصاف والموضوعية العلمية ، فكانت تعبر في كثير من فصولها عن جهل الكاتب او تعصبه او تسخير فكره وقلمه لخدمة الاغراض الاستعمارية التي اكتشفت جوانب القوة والفاعلية في الفكر والموقف الشيعي على مدى التاريخ الاسلامي :
