الكتاب الذي اخترناه لكم هو خطوة رائدة في مجال القضاء الاسلامي ، حيث يسعى المؤلف الى تحصيل المعرفة وتقديمها الى القارئ في موضوع لم يفصل الكلام فيه على مستوى البحث المنهجي وهو منهج الامام علي عليه السلام في القضاء ... ويحاول المؤلف ان يبيّن الاجابة عن الاسئلة التي يثيرها هذا الموضوع بجهد محقق وثائقي رصين مدقق . مستقرئ ما تتضمنه الوثائق التاريخية من وقائع وأحكام .. والكتاب يحاول الاجابة على عدة أسئلة مهمة منها ما هو منهج الامام علي عليه السلام في القضاء وكيف كان يقض بين الناس وماهي طريقته وحلوله العملية في جزئيات المسائل والقضايا التي كانت تعرض علی الامام ، فاستعرض أقواله ومعالجة أمور القضاء علاوة على احكامه (ع) في جزئيات المسائل التي ورثها المجتمع البشري عنه ويستشهد بأهم الوثائق التي تمدنا بالأسس الرئيسية لمنهجه عليه السلام في القضاء . و يتبين للقارئ حين يتصفح الكتاب عن عبقرية الامام الفذة وقد كان هذا الجانب المتميز من جملة ما انفردت به شخصية امير المؤمنين عليه السلام ، فكل حكم صدر عنه له فلسفة وحكمة وتستخلص منه قاعدة وتستلهم منه فائدة وسابقة قضائية عميقة المضمون لما تحويه من مغزى فقهي رحب الثراء في مجال تطبيقات العدالة وحسن أدائها .
يتناول الكتاب الجانب الحيوي من حياة الامام علي عليه السلام ، هذه الشخصية الخالدة على مر التاريخ آخذا من الاسلوب المبسط في التعبير مسلكا في البحث والتحليل مبتدأ بإيراد بعض النصوص النثرية من بلاغته في المجال المذكور الذي سيكون محلا للباب التمهيدي لهذا الجهد المتواضع ثم يبحث منهجه عليه السلام في القضاء نظريا وعمليا ، وذلك في بابين رئيسيين الاول عرّج فيه الى الاطار الفكري للقضاء عند الامام علي عليه الاسلام والثاني جنح فيه الى بحث الاطار التطبيقي لعمله القضائي . وينهي المؤلف بحثه بخاتمة إجمالية لمحصلة ما تناوله واخترنا لكم هذه الفقرة التي وردت في خاتمة الكتاب :