لكل حدث ارهاصات تقع قبل حدوثه تمهد له أرضية صالحة لتكوينه المناسب يراعی فيها وجود مجموعة من المصالح ليصبح الحدث ناضجا يلائم ماحوله من احداث ، فهذا الكتاب يعرف هذه الارهاصات التي تسميها كتب الحديث بالعلائم ، فهذا الكتاب يستعرض هذه العلائم ، اي علائم ظهور المهدي عجل الله فرجه الشريف بشكل استيعابي اولا، ثم تجريدها وجدولتها في قوائم منفصلة، وثانيا بمناقشة اسناد الروايات والاحاديث التي جاءت في هذا المجال وتقيمها من حيث السند والدلالة، ثم الجمع بين مختلفاتها والخروج بنتائج علمية تواكب مسيرة التقييم والاستدلال في الكتب الفقهية، ويشير هذا الكتاب الى العديد من العلائم التي تشير الى قرب ظهوره الشريف ، هذا من جانب ومن جانب آخر يعتقد الكاتب ان بعض العلائم والارهاصات هي بمثابة تحولات اجتماعية وسياسية تطال المجتمع البشري وخاصة في منطقة الشرق الاوسط وبالذات في منطقة بين النهرين عاصمة حكومة الامام المهدي (عج) كخروج السفياني والحسني واليماني وما أشبه ،والبعض الأخر من هذه العلائم هي قوانين سوسيولوجية تسبق هذا الحدث العالمي الكبير كامتلاء العالم بالظلم والجور ليعقبها القسط والعدل .
يشتمل هذا الكتاب على مواضيع مهمة حول علائم الظهور والحكمة في غيبة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وفلسفة الانتظار وماهو الداعي الى الكتابة في العلائم وقضايا اخرى ، ويتطرق هذا الكتاب الى ثمانية علامات مهمة لظهور الامام المهدي ( عج ) ويسرد عدد من الاحداث التي تسبق ظهوره الشريف منها طلوع النجم المذنب والامطار الغزيرة واحداث العراق والسفاح واحداث الكوفة وقتل النفس الزكية في ظهر الكوفة واحداث البصرة والحجاز ومعركة الطائف وغيرها من الاحداث المهمة التي سيشهدها العالم قبل ظهور المهدي عجل الله تعالى في فرجه الشريف. ويشير المؤلف الى فلسفة انتظار الفرج والصفات التي تجب ان تتوفر في الانسان المنتظِر فيقول في هذا المجال :
