استعرض المؤلف في هذا الكتاب خطابا قيما من معاني الانسانية والاخلاق والحرية الفكرية والتسامح وسيادة الحوار وإنصاف الحق استنباطا واستدلالا من منظومة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ، ومع هذه الفرادة التي قدمها المؤلف والتي عكس فيها همجية السلطة وفوضى سياستها فهو ممن نال وسام الشهادة والخلود في تاريخ الثقافة العراقية الملتزمة ، فكانت له جولة وكلمة حرة مع ماسجل من مداد خالد وهو يعّلم الزمرة البعثية في العراق بمنهج علي عليه السلام ، بما يجب ان يتبع وبما لايتبع من قبلهم وفق جاهزية الاحكام الانحرافية والارهابية ، فجاء أستعراضه لعلي عليه السلام وفق ما تحتاجه الشخصية الاسلامية من كافة الجهات وذلك من مواقف اللطف والشفافية ، ولهذا يسهب المؤلف في عرض نماذج انسانية رائعة من مصاديق سياسة الامام علي عليه السلام في تداوله لمعنى الحرية ثم يستعرض نماذج من سياسة الامام علي عليه السلام في رفض الاكراه على الرغم من قدرته على أداء حقه كحاکم .
مع هذه الصورة الفكرية المشرقة التي يعكسها المؤلف في كتابه حول حياة الامام علي عليه السلام التي ذكرها ،يضع المؤلف الى جانبها صورا أخرى من رحمة الامام وعطفه وسماحته ، ويفرد المؤلف في باب الحروب لعلي بن ابي طالب عليه السلام نموذجا انسانيا ساطعا لأخلاقياته في الحرب وتأكيداته المستمرة لدعوة الحوار وكرهه للحرب وحرصه على حقن الدماء ، وقسم المؤلف كتابه هذا الى احد عشر فصلا سرد في الفصل الرابع منها دلائل شجاعة الامام علي عليه السلام في حرب صفين والخامس السياسة العسكرية لعلي بن ابي طالب عليه السلام والسادس جذور الصراع بين معاوية وعلي .. و في الفصل التاسع سلط المؤلف الاضواء علی موضوع عدل الامام علي عليه السلام، و جعل عنوان الفصل العاشر من کتابه هذا: علي عليه السلام مدرسة التاريخ التربوية و حول بلاغة علي عليه السلام جاء في هذا الکتاب :
