يقول المؤلف في مستهل مقدمته تعليقا على موضوع الكتاب ومحتواه ،لقد كانت ظاهرة التكفير امرا ملفتا على مدى قرون طويلة، لكنها لم تبلغ ما بلغته في هذا العصر ولم تكن بالقوة التي عليها الان، فأضحت أمرا يستدعي الدراسة والتحليل ،وقد سجل في هذا اختلاف واسع بين المذاهب الاسلامية ، فالكتاب يقوم بمراجعة شاملة لتقييم صحيح حول معايير التكفير لا لمعايير سياسية كما قد يتوهم البعض بل ليتفهم القارئ الكريم الاسلام حق فهمه ويتعرف اليه حق المعرفة ، بالاضافة الى ان يتطلع الى آراء علماء المسلمين وأئمتهم في هذه القضية ، وليتطلع ثانيا على منشأ الشذوذ الذي أصاب الامة وابتلاها بفتنة عمياء لبست لباس الدين ، يقع الكتاب في 386 صفحة وتمت طباعته للمرة الاولى في عام 2007 وذلك من قبل دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع ، وقد تضمن الكتاب ثلاثة فصول الفصل الاول منه يناقش مفهوم الاسلام والايمان وماهو المعتبر شرعا لدى المذاهب الاسلامية حتى يصبح المسلم مسلما ومؤمنا، كما يناقش العلاقة بين المفهومين،اما الفصل الثاني فيناقش مفهوم الكفر وتحديداته والاصول والمعايير المفترض اعتبارها للحكم بكفر مسلم ، بالاضافة الى شرح مفصل في هذا الفصل الى شدة تحرز العلماء على اختلاف مذاهبهم عن التكفير وتنبيههم من المخاطر الشرعية إزاءه ....
ويستعرض الكاتب في الفصل الثالث من الكتاب الى نماذج من التكفير والى الضابطة العقائدية التي يعتمدها اصحاب نظرية التكفير والتي تطرق اليها احيانا في الفصلين الاول والثاني سواءً التكفير المستند الى قول من الاقوال ، او رأي من الآراء او التكفير المستند الى فعل من الافعال او التكفير المستند الى مذهب من المذاهب فناقش كل ذلك اعتمادا على ما قرره أهل المذاهب واختلافهم فيه وبيان وجه الصواب فيه ... وقد ادرج في خاتمة الكتاب حديث افتراق الأمة وناقش فيه ارتباطه بالتكفير وفي مدى صحة هذا الربط :