یتحدث الكتاب عن إحدى الشخصيات الاكثر اثارة في تاريخ الفقه الشيعي اذ يدرس المؤلف بجد ومثابرة المكونات الفكرية لهذه الشخصية في مختلف ميادين الفكر الديني بدأ من علم الكلام واصول الفقه وحتى علم الحديث والرجال ومالعبته من دور في تكوين تاريخ الفقه الشيعي ، وقد سلط الكتاب الاضواء بشكل مكثف على هذا المحور ليرصد تحولات الفقه الشيعي في القرن السادس الهجري رصدا عاليا مما مكنه ان يكون ربما أهم كتاب عرفته المكتبة الاسلامية يدرس شخصية ابن ادريس وحقبة النقد الفقهي في تاريخ الشيعة ، یحاول الكتاب ان يرصد اهداف متعددة أهمها دراسة دور ابن ادريس في تطور الفقه الشيعي ، من خلال التعريف علی ابن ادريس وشخصيته وعرض صورة حقيقية وواقعية عنه وسرد النظريات والآراء الفقهية وغير الفقهية له واستعراض نتاجه العلمي ، وعرض تحليل معمق لأصوله الفقهية ومناهجه الاجتهادية مع عرض المشهد الثقافي والاجتماعي لعصر ابن ادريس في سياق دراسة حياته و الظروف التي ساهمت في نمو ابن ادريس علميا وتربويا.
يشتمل الكتاب على مقدمة وخمسة فصول وقد قسم المؤلف كل فصل الى عدة مقالات .. في الفصل الاول یطالعنا الكتاب بحياة ابن ادريس وشخصيته وخدماته الثقافية وكذلك اساتذته وتلاميذه ومعاصريه . اما الفصل الثاني فيسلط الأضواء علی النتاج العلمي والمعرفي لابن ادريس ، ونظرا لاهمية كتاب السرائر وما اشتمله من موضوعات هامة لا تتصل بالفقه فقط ، فقد خصص المؤلف فصله الثالث للجوانب الادبية واللغوية والرجالية والكلامية لکتاب السرائر لابن ادریس الحلي ، واما الفصل الرابع فقد خصصه الکاتب لدراسة أهم المباني الفقهية لابن ادریس .. و الفصل الخامس والاخير وهو اهم فصول هذا الكتاب فقد ركز المؤلف فيه على دور ابن ادريس في تطور الفقه الشيعي وعن موقفه وآرائه في مواجهة المد الطوسي الذي اجتاح الساحة الشيعية الفكرية وكذلك دراسة الاوضاع التي اعقبت وفاة الشيخ الطوسي .... وحول الخدمات العلمية والثقافية لابن ادريس وجمعه للتراث الحديث نقتبس هذه الفقرة من الكتاب :