آمنة بنت وهب...أم الرسول الأعظم(ص)
قرابتها بالمعصوم(1)
أم محمد رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وجدة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام).
إسمها وكنيتها ونسبها
هي السيّدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب،أم محمد والدة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم)، يجتمع نسبها مع عبد الله زوجها والد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)في كلاب، حيث إنّ أحد ابنيه قصي جدّ عبد الله، والآخر زهرة جدّ آمنة. أمها برة بنت عبد العزى بن عثمان.أمها برة بنت عبد العزى بن عثمان.
ولادتها
لم تحدد لنا المصادر تاريخ ولادتها ومكانها، إلا أنه من المحتمل ولدت حوالي عام ۷۰ قبل الهجرة.
إيمانها
قال الشيخ المفيد(قدس سره): "اتفقت الإمامية على أن آباء رسول الله(صلى الله عليه وآله) من لدن آدم إلى عبد الله بن عبد المطلب مؤمنون بالله عز وجل موحدون له. واحتجوا في ذلك بالقرآن والأخبار، قال الله عز وجل: (الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين).
وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): "لم يزل ينقلني من أصلاب الطاهرين، إلى أرحام المطهرات حتى أخرجني في عالمكم هذا. وأجمعوا على أن عمه أبا طالب رحمه الله مات مؤمنا، وأن آمنة بنت وهب كانت على التوحيد، وأنها تحشر في جملة المؤمنين"(۲).
وقال الشيخ الصدوق(قدس سره): "إعتقادنا في آباء النبي أنهم مسلمون من آدم إلى أبيه عبد الله، وأن أبا طالب كان مسلما، وأمه آمنة بنت وهب كانت مسلمة. وقال النبي(صلى الله عليه وآله): خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لن آدم"(۳).
تنالها شفاعة النبي(صلى الله عليه وآله)
قال الإمام الصادق(عليه السلام): "هبط جبرئيل على رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد، إن الله عز وجل قد شفعك في خمسة: في بطن حملك وهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف، وفي صلب أنزلك وهو عبد الله بن عبد المطلب، وفي حجر كفلك، وهو عبد المطلب بن هاشم، وفي بيت آواك وهو عبد مناف بن عبد المطلب أبو طالب، وفي أخ كان لك في الجاهلية"(۴).
حرمت على النار
قال الإمام الصادق(عليه السلام): "نزل جبرئيل(عليه السلام) على النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد، إن ربك يقرئك السلام ويقول: إني قد حرمت النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك، فالصلب صلب أبيك عبد الله بن عبد المطلب، والبطن الذي حملك فآمنة بنت وهب، وأما حجر كفلك فحجر أبي طالب"(۵).
من أقوال العلماء فيها
1- قال ابن إسحاق(ت151ﻫ): "وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا"(6).
2- قال الشيخ يوسف الشامي المشغري(قدس سره): "أعطى الله عز وجل آمنة من النور والعفاف والبهاء والجمال والكمال، ما أنها كانت تدعى سيدة قومها"(7).
زوجها
أبو محمد(صلى الله عليه وآله)، عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وبعد زواجه بأشهر خرج في قافلة تجارية، فأدركه الأجل فتوفي بالمدينة المنورة، ودفن بها.
أولادها
لم تنجب إلا مولودا واحدا، وهو محمد(صلى الله عليه وآله).
حملها بالنبي(صلى الله عليه وآله)
قالت(رضوان الله عليها): "لما حملت به لم أشعر بالحمل، ولم يصبني ما يصيب النساء من ثقل الحمل، فرأيت في نومي كأن آت أتاني فقال لي: قد حملت بخير الأنام، فلما حان وقت الولادة خف علي ذلك حتى وضعته، وهو يتقي الأرض بيده وركبتيه، وسمعت قائلا يقول: وضعت خير البشر، فعوذيه بالواحد الصمد، من شر كل باغ وحاسد"(۸).
وقال الإمام الصادق(عليه السلام): "كان حيث طلقت آمنة بنت وهب وأخذها المخاض بالنبي(صلى الله عليه وآله)، حضرتها فاطمة بنت أسد امرأة أبي طالب، فلم تزل معها حتى وضعت، فقالت إحداهما للأخرى: هل ترين ما أرى؟ فقالت: وما ترين؟ قالت: هذا النور الذي قد سطع ما بين المشرق والمغرب، فبينما هما كذلك إذا دخل عليهما أبو طالب فقال لهما: ما لكما من أي شيء تعجبان؟ فأخبرته فاطمة بالنور الذي قد رأت، فقال لها أبو طالب: ألا أبشرك؟ فقالت: بلى، فقال: أما إنك ستلدين غلاما يكون وصي هذا المولود"(9).
وفاتها
لم تحدد لنا المصادر تاريخ وفاتها، إلا أنه من المحتمل توفيت ما بين عام ۴۶ إلى ۴۸ قبل الهجرة، ودفنت في قرية الأبواء القريبة من المدينة المنورة، وعمر ابنها(صلى الله عليه وآله) ما بين أربع أو ست سنين.
بكاء النبي(صلى الله عليه وآله) على قبرها
قال بريدة: "انتهى النبي(صلى الله عليه وآله) إلى رسم قبر فجلس وجلس الناس حوله، فجعل يحرك رأسه كالمخاطب ثم بكى، فقيل: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال: هذا قبر آمنة بنت وهب، استأذنت ربي في أن أزور قبرها فأذن لي، فأدركتني رقتها فبكيت. فما رأيته ساعة أكثر باكيا من تلك الساعة"(۱۰).
هدم قبرها
قامت الوهابية في الثامن من مارس سنة ۲۰۰۰م بهدم قبرها(۱۱)، كما قامت من قبل بهدم قبور الأئمة الأطهار(عليهم السلام) والصحابة في البقيع.
زيارتها
ورد في زيارتها: "السلام عليك أيتها الطاهرة المطهرة، السلام عليك يا من خصها الله بأعلى الشرف، السلام عليك يا من سطع من جبينها نور سيد الأنبياء، فأضاءت به الأرض والسماء، السلام عليك يا من نزلت لأجلها الملائكة، وضربت لها حجب الجنة، السلام عليك يا من نزلت لخدمتها الحور العين، وسقينها من شراب الجنة، وبشرنها بولادة خير الأنبياء، السلام عليك يا أم رسول الله، السلام عليك يا أم حبيب الله، فهنيئا لك بما آتاك الله من فضل، والسلام عليك وعلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ورحمة الله وبركاته."(۱۲).
الهوامش
1-انظر: موسوعة التاريخ الإسلامي ۱ /۲4۸.
2-أوائل المقالات: 45.
3- الاعتقادات: 110. باب40.
4-خصال: 23 ح5.
5-الكافي 1 /446 ح21.
6-سيرة ابن إسحاق 1 /19ح23.
7-الدر النظيم: 79.
8- كمال الدين وتمام النعمة: ۱6 ح۳9.
9- الكافي 8/۳۰۲ ح460.
10- إعلام الورى بأعلام الهدى ۱ /۵۲ الفصل الثالث.
11- انظر: جواهر التاريخ: ۱۱۲.
12- مناسك الحج للكلبايكاني: ۱۷۱.
المصدر: al-shia.org