وقال وزير العدل الجزائري الطيب لوح، على هامش جلسة برلمانية، الخميس، إن "النيابة الجزائرية فتحت تحقيقا في ظروف الوفاة الغامضة لمواطن جزائري بإسبانيا واثنين آخرين بفرنسا".
وتابع لوح قائلا إن "السلطات الجزائرية قررت إعادة تشريح جثة الشاب محمد بودربالة، والقيام بالإنابات القضائية اللازمة". مضيفا أن "السلطات الإسبانية أجرت تحقيقا في الظروف الغامضة لوفاة الرعية الجزائري بإسبانيا".
واكتشفت جثة الشاب الجزائري بسجن أرشيدونا بمدينة مالاغا بإسبانيا، الجمعة الماضي، حيث احتجز بتهمة الهجرة غير الشرعية، وكان وصل إلى مالاغا برحلة بحرية على متن قارب، شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم، برفقة شبان آخرين، تم ترحيلهم إلى الجزائر بعد ذلك.
وكانت الشرطة الإسبانية، فتحت تحقيقا إثر وفاة المهاجر السري الجزائري في سجن يضم مئات المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى إسبانيا وتم توقيفهم نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وتم اكتشاف الجثة، الجمعة في سجن "ارشيدونا" الجديد الذي خصصته وزارة الداخلية الإسبانية كمعتقل مؤقت للمهاجرين غير الشرعيين بمدينة مالاغا، جنوب إسبانيا.
وبالرغم من المخاطر، تستمر قوافل المهاجرين السريين الجزائريين، بالمجازفة، عبر ركوب القوارب بغرض الوصول إلى الضفة الأوروبية وبالأخص إسبانيا.
ويتخذ أغلب المرشحين للهجرة السرية من الشباب الجزائري، من شاطئي عنابة شرق البلاد، ومستغانم ووهران غربا، نقطة انطلاق إلى أوروبا، وكثيرا ما اعترضت قوات خفر السواحل قواربا على متنها العشرات من الشبان الجزائريين التواقين للعيش بأوروبا.
وفي شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، أنقذت قوات خفر السواحل ثلاثة قوارب على متنها أكثر من 60 شابا، كانوا على وشك الهلاك بالمياه الإقليمية وهم بصدد الهجرة إلى إسبانيا. ومن بين هؤلاء المهاجرين، نساء برفقة أطفالهن الرضع.
وشهد عام 2017، أكبر موجة لهجرة الجزائريين بطريقة غير شرعية إلى أوروبا وبالأخص إسبانيا وإيطاليا واليونان، وتأسفت المفوضية الإسبانية لمساعدة المهاجرين، لتزايد أعداد المهاجرين الجزائريين، ببيان شهر كانون الأول /ديسمبر، بمناسبة عرض حصيلة نشاطها السنوي.
وقالت المفوضية إن "أزيد من 200 شخص بين جزائريين ومغربيين هلكوا في البحر خلال العام 2017"، مضيفة في البيان بذاته إن "المئات من الأشخاص طردوا إلى الجزائر بينهم عدد كبير من القصر".