وأكدت الصحيفة أن هناك الكثير من الأسباب التي دفعت السلطات السعودية والإماراتية لدعم محاولة الانقلاب الأخيرة على الملك الأردني، ومنها موقف عمان من قرار ترامب بخصوص القدس على الرغم من استنكار السعودية للقرار، إلا أن حقيقة الأمور تبدو عكس ذلك، علاوة على التقارب السعودي الإسرائيلي في الفترات الأخيرة، فضلا عن أن الرياض تسعى لانتزاع الوصاية الأردنية عن القدس والأقصى.
وذكر موقع "بريتبارت نيوز" الاخباري الأمريكي أن الأمراء الثلاثة، كانوا يتآمرون مع قادة سعوديين لتنفيذ انقلاب ضد الملك عبد الله الثاني"، مشيرة إلى أن السلطات السعودية سعت للضغط على الملك عبد الله لتجنب حضوره اجتماع منظمة التعاون الإسلامي بشأن القدس في مدينة اسطنبول، ولكن الملك الأردني أصر على الحضور في الوقت الذي أرسلت فيه السعودية مسؤولا مبتدئا".
من جانبها، نقلت صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" الاسرائيلية عن مصادر قولها إن الأجهزة الاستخباراتية رصدت اتصالات بين شقيقي ملك الأردن وابن عمه مع مسؤولين في السعودية والإمارات لتنفيذ انقلاب ضد الملك عبد الله الثاني".
وأفادت بأن الملك الأردني عبد الله الثاني أصدر مرسوما ملكيا بإحالة شقيقيه الأمير فيصل والأمير علي بن الحسين، وابن عمه الأمير طلال بن محمد إلى التقاعد وسحب مناصبهم العسكرية في الجيش الأردني؛ في محاولة منه، بحسب وسائل إعلام عديدة، لمنع انقلاب داخل القصر الملكي. وأوضحت الصحيفة أن الأمراء الثلاثة تم وضعهم حاليا تحت الإقامة الجبرية.
علاقات متوترة
ونشرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية مؤخرا تقريرا حول العلاقات الأردنية السعودية أوردت فيه ان هذه العلاقات يشوبها الكثير من التوتر، بسبب سياسات الرياض، التي تسعى إلى تجريد المملكة الأردنية الهاشمية من الهيكل الحاكم لها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أردني لم يكشف عن هويته، امتعاضه من طريقة تعامل سلطات الرياض مع الأردنيين والسلطة الفلسطينية؛ وأشارت إلى أنها تتعامل معهم كأنهم تابعين للمملكة العربية السعودية. من جانبه، ذكر موقع "ديبكا" الإسرائيلي أن الملك عبد الله الثاني أثار غضب القادة السعوديين والإماراتيين في كثير من ملفات المنطقة وعلاقاته مع بعض دول المنطقة.
شكوك التقارب
وأوردت الصحيفة أن التقارب بين الرياض و"إسرائيل"، قد أثار العديد من التساؤلات والشكوك. فقد أقدمت السلطات السعودية على اتخاذ خطوات غير مألوفة والتخلي عن القيم الإسلامية، حيث أدى ذلك لزيارات سرية إلى تل أبيب. وفي سابقة من نوعها، أجرى رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي مقابلة مع صحيفة سعودية، حيث أكد على أن عدة مصالح مشتركة تجمع بين السعودية وإسرائيل.
من جهته، صرح وزير طاقة كيان الاحتلال الإسرائيلي، يوفال شتاينتز أن إسرائيل تعتزم تطوير العلاقات مع السعودية. في الوقت ذاته، أكد شتاينتز أن تل أبيب تجمعها علاقات وثيقة مع دول عربية أخرى، إلا أنها تأبى الإفصاح عن هويتها، مراعاة لرغبة رؤساء هذه الدول العربية في التكتم.
وبينت الصحيفة أن التقارب الإسرائيلي السعودي كان على ما يبدو ثمرة الزيارات التي أداها جاريد كوشنر، مستشار ترامب إلى الرياض، خلال الثلاثة أشهر الماضية. وفي حين كانت هذه الزيارات في الظاهر لا تثير أي شكوك، إلا أنه وفي ظل القرار الذي اتخذه ترامب مؤخرا، واعترافه بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال، بات من الضروري إعادة النظر في حيثيات تلك الزيارات والأهداف الكامنة خلفها.
تحالف وليد
واعتبرت الصحيفة أن هذا التعاون الإقليمي من وجهة نظر سلطات الرياض سيساهم في وضع حد للصراع العربي الإسرائيلي والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مما سيؤدي بدوره إلى تعزيز العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية في الشرق الأوسط. وفي الغالب، سينجر على ذلك إنشاء تحالف عربي إسرائيلي أمريكي في المنطقة.
ومن أجل تحقيق ذلك اقترحت الرياض على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تأسيس دولة تضم غزة والضفة الغربية لخلوها من المستوطنات الإسرائيلية. وقد قوبل هذا الاقتراح بالرفض من قبل أبو مازن.
وأكدت الصحيفة "أن سلطات الرياض ورموز إدارة ترامب قد وضعوا خطة إستراتيجية لتشكيل "إسرائيل جديدة "تكون عاصمتها القدس" المحتلة.