عبد الله ممادوبا، حقوقي موريتاني عضو مؤسسة قرطبة لحقوق الإنسان بجنيف، قال إنّ مشاهد بيع عشرات "العبيد" في أحد مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا خلّفت ضررا على العلاقات بين العرب والأفارقة، لأن هؤلاء يعتقدون أن العرب يبيعون بني جلدتهم الذين تقطعت بهم السبل في ليبيا، بعدما كانوا يطمحون إلى الهجرة إلى أوروبا.
في المقابل، نأى نائب برلماني ليبي ضمن المشاركين في القمة المغاربية الثانية للشباب (نأى) ببلاده عن التورّط في بيع مواطنين أفارقة، وقال إنّ "ما جرى مؤامرة تقف من ورائها جهات خارجية، ترمي إلى إيجاد مبررات للتدخل الخارجي في ليبيا"، على حد تعبيره.
وذهب عضو لجنة الخارجية في البرلمان الليبي إلى اتهام الأمم المتحدة بالتورط في بيع الأفارقة في ليبيا، عن طريق "ميليشيات تابعة لها"، مضيفا: "ليبيا صرفتْ على إفريقيا ما لم تصرفه عليها دولة أخرى، وهي فضاء مفتوح تتعايش فيه كل الجنسيات الإفريقية".
وحذر المتحدث ذاته الدول العربية من التورط في أي تدخل خارجي في ليبيا، على غرار ما حصل ويحصل في بلدان عربية أخرى، قائلا: "لا نريد من العرب أن يكونوا على رأس الحربة والتورط في المؤامرة الجديدة التي تستهدف ليبيا".
من جهته، قال عبد الله ممادوبا: "هناك مساع لخلق شرخ بين العالم العربي والقارة السمراء"، مُبرزا وجود "مافيا في ليبيا، ضمنها عناصر من القارة الإفريقية نفسها، تقوم بحجز المهاجرين الأفارقة غير النظاميين كرهائن".
وفيما لا يزال آلاف المهاجرين القادمين من مختلف بلدان القارة السمراء يسعون إلى بلوغ القارة الأوروبية عبر عدد من البوابات، ومنها البوابة الليبية، اعتبر عبد الله ممادوبا أن ظاهرة الهجرة السرية تشكل مأساة كبيرة، خاصة للشباب، مشيرا إلى أن عدد المهاجرين الأفارقة الذين لقوا حتفهم غرقا هذه السنة بلغ 1075 شخصا، ضمنهم 150 طفلا.
الحقوقي الموريتاني قال إنّ ما يفاقم مأساة الهجرة السرية هو أن "الآليات الكفيلة بوضع حد لهذه الظاهرة على المستوى الإفريقي ضعيفة جدا، بينما وضعت أوروبا آليات فعالة للحد من الهجرة"، لكن المقاربة الأوروبية، يردف المتحدث، "لا تهدف إلى حماية المهاجرين، بل هدفها هو محاولة منع وصول أكبر عدد منهم إلى القارة الأوروبية".
وأردف المتحدث ذاته أنّ الحد من تدفق المهاجرين المتحدرين من القارة الإفريقية يقتضي تحسين الحكامة في بلدان إفريقيا، ووضع سياسات اقتصادية واضحة، وتشجيع الاستثمارات الخارجية، من أجل توفير فرص شغل للشباب تصرفهم عن التفكير في المغامرة بأرواحهم بالهجرة السرية إلى أوروبا.
المصدر:hespress
31102