واعتبر الشيخ الشهير في مدينة وجدة، في مقطع "فيديو" على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن تخصيص الإدارات والمؤسسات العمومية ميزانيات لمثل هذه الاحتفالات في بلد مسلم "حرام مطلقاً" أيضاً، وأشار إلى أن "التشبه بالنصارى حرام في ديننا، والواجب هو مخالفة المشركين"، ونسب إلى الرسول (ص) قوله: "إن مخالفة المشركين مقصد شرعي وفيه مصلحة دينية، ومن تشبه بقوم حشر معهم".
واستدل النهاري، الذي سبق أن أوقفته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من إلقاء دروسه بسبب مواقفه المثيرة للجدل، بنصوص لابن تيمية تتحدث عن تحريم احتفال المسلمين بميلاد عيسى عليه السلام، وأضاف أن "جميع المعاصي التي تغضب الله تقع في المغرب خلال هذا اليوم".
في المقابل، وجه إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، انتقادات شديدة اللهجة إلى الشيخ النهاري، واعتبر أن تحريم احتفالات رأس السنة من شأنه أن يضر باقتصاد المغرب، خصوصاً خلال هذه الفترة التي تشهد فيها مدن الشمال انتعاشاً مهماً.
وقال العماري في "تدوينة" على حسابه بموقع "فيسبوك" موجهة إلى النهاري: "كما تعلمون أن جهة طنجة تطوان الحسيمة بمدنها تعتمد ساكنتها كثيرا على مداخيل السياحة الداخلية والخارجية. وفي هذه الفترة بالذات التي تصادف الاحتفالات بأعياد الميلاد تعرف هذه المدن انتعاشا اقتصاديا مهما؛ فالتجار وعمال الفنادق والمطاعم وبائعو الخضر والسمك واللحوم ومربو الدجاج، وغيرهم كثر، تنتعش تجارتهم في هذا الوقت من السنة.. فكيف تفتي يا شيخ بتحريم أعياد الميلاد، وتكفير من يحتفل بها من المسلمين وغير المسلمين؟".
وزاد العماري: "بل رميت بالكفر الممارسين للبيع والشراء في هذه الاحتفالات؛ فكيف سمحت لنفسك، يا شيخ، أن تخرج من الملة والدين، وبصوت مرتفع على إيقاع ضربات عصاك على محراب الإمامة؟ وكيف لم تستحضر مسؤولية موقعك لتسحب وتراجع ما خطبت به في هذا التسجيل الخطير؟".
واتهم "زعيم الجرار" النهاري بتشجيع المغاربة على القيام بـ"أعمال إجرامية" و"إرهابية متطرفة"، وأوضح أن الفتوى "دعوة قد يلتقطها، لا قدر الله، أشخاص ليسوا في درجة تبحرك في مقاصد العلم والفقه..أشخاص بسطاء من أتباعك أو غيرهم، معرضون، حين يستمعون لفتاوى شيخ من رتبتك، يكفر كل من يتعامل مع أعياد الميلاد، ولو بإرسال تهاني العيد، للسقوط في خطر الجهاد المادي العنيف ومحاربة من تنعتهم بالكفر بالعنف والسلاح".
وأضاف إلياس العماري بخصوص تحريم الاحتفالات: "لم نسمع يوما، في الجيل الذي أنتمي إليه أو الجيل الذي كان قبله، أن السنة الميلادية حرام، أو أن الذين يحتفلون بها كفار"، وأبرز أن المغاربة يعتمدون التقويم الميلادي في حياتهم اليومية، وزاد: "وحتى مواعيد الحرث والحصاد كنا نضبطها بالأشهر الميلادية؛ بل حتى أعيادنا الدينية، وشهر رمضان المبارك، كنا وما نزال نحسبها بما يوافقها من التقويم الميلادي".
هسبريس