هذا وتسعى السعودية بعد انتزاعها مكة من الوصاية الهاشمية أوائل القرن الماضي لانتزاع القدس عنها هذه المرة على خلفية «صفقة القرن»، وذلك تمهيداً لاستباحتها من جانب الكيان الصهيوني وتسهيلاً لمهمة ترامب – كوشنر كما تؤكد المعلومات المتداولة في الصالونات السياسية والدبلوماسية الإقليمية والدولية…
وكان رئيس الوفد السعودي في اتحاد البرلمانات العربية قد دخل في تشاجر لفظي حادّ بسبب هذا الموضوع، حيث تنكر المملكة السعودية هذا الحق على العرش الأردني علناً في الفترة الأخيرة، وهو ما لم يجد المراقبون له تفسيراً سوى أنه أمر عمليات أميركي لمحمد بن سلمان…
وأصل الحكاية يعود على ما يبدو لبعض بنود «صفقة القرن» التي تقول بترحيل السكان الفلسطينيين في الضفة إلى الأردن، أيّ إلى شرق النهر. وهو مشروع «إسرائيلي» قديم ومعروف، لكن ما هو جديد فيه هذه المرة هو الإخراج السعودي له أيّ توكيل الرياض بنزع الوصاية الهاشمية عن المقدسات غرب النهر ما يفقد العرش الهاشمي مشروعيته الدينية التي يتباهى بها ويستند اليها في حكم الإمارة، ما يفضي إلى إسقاط العرش عملياً وتسليم الأردن للفلسطينيين طبعاً الأميركي الهوى، حسب مخطط «صفقة القرن»…!
وكلّ هذا يجري في إطار إعلان ما يسمّونه «المصالحة التاريخية» بين العرب و»إسرائيل»، أيّ تصفية القضية الفلسطينية و»العرّاب» في كلّ هذا المملكة العربية السعودية المتحمّسة للتطبيع مع العدو «الإسرائيلي»، والتي يتهمها البعض بأنها في رقصة السيف الشهيرة مع ترامب تبرّعت مجاناً وسلفاً تسليم أرض نجد والحجاز لإدارته بمثابة شهادة حسن سلوك تؤهلها لنقل العرب من ضفة إلى أخرى…!
رحم الله الإمام الخميني الذي قال يوماً: المعروف أن العبد يعمل عند سيّده مقابل أجر، لكنني أستغرب من البعض الذين يتصدون اليوم لخدمة سيد يدفعون له أجراً مضاعفاً ليستعبدهم أكثر..!
أخيراً نقول بأن الأمة باتت أوعى اليوم بكثير من تلك الأيام، ولن تسمح لصفقة القرن أن تمرّ وستحوّلها الى صفعة القرن لترامب وأذنابه، كما تقول كل شواهد ومؤشرات انتفاضة القدس الفلسطينية والعربية والإسلامية والعالمية أيضاً هذه المرة.
بعدنا طيّبين، قولوا الله.
*محمد صادق الحسيني .. البناء