وهو، اي هذا الفيلم الكارتوني، التعبير الكامل عن الهزيمة والفشل على أرض الواقع والتعويض الطفولي عن الهزائم التي لحقت بالنظام السعودي وتحديدا "الجنرال الصغير" محمد بن سلمان على يد مشروع المقاومة الذي تقوده ايران ويدير جزءا منه الجنرال الحقيقي والبطل قاسم سليماني.
هذا الفيلم الذي لا يتعدى بضعة دقائق أثار سخرية العالم من نظام آل سعود وزاد من النكات والهمزات بحق جيشهم المعروف بـ"جيش الكبسة".. فالذي يعجز عن الدفاع عن حدود مملكته وفي منطقة محصورة وصغيرة شمال غرب اليمن ويستنجد بالمرتزقة من شتى الصنوف والانواع والملل والنحل لمواجهة ابطال الجيش اليمني وقوات أنصار الله الحوثي (وهؤلاء ابطال بما للكلمة من معنى لكننا هنا نتحدث عن الامكانيات والاسلحة التي في ايديهم)..
أجل، من يعجز عن مواجهة "ميليشيات"، حسب الاعلام السعودي، لا تملك إسناداً جوياً وبحرياً وصاروخياً ولا حتى مضادات للطيران.. بلادها محاصرة والكوليرا تفتك بشعبها وتُجرب على مواطنيها شتى انواع الاسلحة المحرمة دولياً أمام صمت المجتمع الدولي والمنظمات العالمية ومليار و600 مليون مسلم.. الذي يعجز عن مواجهة هذه القوات، بالتأكيد سيكون أعجز اذا ما أضيفت الى تلك القوات قدرات جوية وبحرية وصاروخية ومدرعات ومدفعية وسيل من العساكر المدربة والعقائدية التي خبرة القتال وحققت الانتصارات بحجم القدرات الايرانية، التي جعلت أميركا التي ترعب جميع أنظمة الخليج الفارسي بتقطيبة حاجب من المحروسة العروسة "إيفانكا"، ترضخ ومن معها من القوى الكبرى الحليفة لها أن تجلس على طاولة المفاوضات النووية، بل لا يزال العالم يتوسل الأرعن ترامب للحفاظ على الاتفاق مع ايران.. وسوف يقبل توسلاتهم على أغلب التقديرات!!
مجنون هذا الذي يريد ان يتحرش بصبر وطول نفس "صانع السجاد"، والأهبل و"الأعبط" منه الذي يصدقه في ذلك وينجر خلف "غنج" حسناوات إعلامه!!
فبعد ثمان سنوات من الحرب المفروضة التي شنها "المغدور به من قبل الأنظمة الخليجية" صدام حسين، بدفع من أميركا والخليجيين وكل العالم بشرقه وغربه، إضطر صدام الى العودة الى المربع الأول مثقلا بالجراح والديون المشاكل، واعترف مقابل "صانع السجاد" بالاتفاقية التي مزقها امام انظار العالم عشية عدوانه!!
لم يكن حينها في ايران صاروخ "ارض ـ ارض" واحد صالح للعمل وكانت احدث دباباتهم "تشيفتن" البريطانية الثقيلة المخصصة للاسناد ولا تصلح للقتال.. أكثر من ذلك لم يكن في ايران حينها فوج واحد لحرس الثورة!! وقد ظهرت اولى افواج الحرس في نوفمبر 1981، اي بعد أكثر من سنة على نشوب الحرب، فما بالك واليوم وانت تواجه حزم بالالاف من الصواريخ المتعددة المديات والدفاعات الجوية المتطورة وطائرات الدرونز وقنابلها الذيكية وانواع الطائرات المحلية والمستوردة ومئات كتائب الدبابات وقبضات المدفعية وجيش وحرس عقائدي وعشرين مليون تعبوي (بسيج) ناهيك عن الدول والفصائل المقاومة الحليفة للجمهورية الاسلامية؟!
هناك اليوم قوات أو فيلق القدس التي يقودها "الأسير" في فيلم الكارتون السعودي!! قاسم سليماني.. وعشرات آخرين من رفاق دربه وخريجي ذات مدرسته!!!!
إستغفال العقول وصل الى حدّ "الاستخراء".. أخجل من الحاج قاسم اذا ما اردت ان اقارنه بالمدمن على بول البعير الذي يتخبط في سياساته مع كل الدعم الاستشاري الذي يأتيه من واشنطن ولندن وتل أبيب.. لكن المشكلة أن هناك جيشا سايبيريا سعوديا يهلل ويكبر ويبارك بالنصر على الفرس المجوس والروافض الملعونيين والمرتدين من السنة (قاطبة السنة يعتبرون مشركين ومرتدين حسب الاعلام السعودي الوهابي) المفتونين بايران ونظامها!!
أولاد الخاطئات، كما ترجم صديقنا الاديب موسى بيدج مقاطع "معبرة!" من قصيدة مظفر نواب "القدس عروس عروبتكم" لكي لا يخدش بتلكة الوصفة المظفرية الجريئة، الحياء!!.. لماذا لا تزور حسناوات العربية والحدث والـ ام تي في والـ ام بي سي والـ ال بي سي والسكاي نيوز عربية ومعهم احمد جار الله وفهد النفيسي والمانع وعبد الخالق عبد الله وضاحي خلفان ومصطفى العاني وال زلفى "الحدّ الجنوبي" ويقضوا يومين معايشة مع "صناديدهم السنغاليين والسودانيين والكولومبيين... في الربوعة والطوال والصامطة ونجران والخوبة... حينها ستعرفون من هي ايران ومن هو قاسم سليماني!!
نعم، من حق السعودية أن تلجأ الى أفلام الكارتون، وان تبايع مجسمات كارتونية، لأن من يحكمها اليوم ومن تخاطبهم في اعلامها "أطفال" لا يستطيعون رؤية الافلام الحقيقية والوثائقية التي تعكس لهم واقعهم وتريهم كيف يهرب جنودهم ومرتزقتهم امام نيران انصار الله والجيش اليمني في ابراجهم المشيدة داخل حدود مملكة آل سعود.
ان صاروخا حوثيا واحدا، جعل تحالف العدوان السعودي الاميركي ومن معهما يصابون بالهستيريا والجنون.. مجرد صاروخ واحد والعالم كله سمح "ردح" عادل الجبير وقرقاش وصراخ نيكي هيلي.. طبعا صراخ هيلي هذا يحتاج الى مقال بحدّ ذاته!!.. وكل ما اطلقه الحوثيون من صواريخ في العمق السعودي والاماراتي لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة.. فكيف اذا اطلق اليمنيون كل يوم صاروخا.. وكيف اذا اطلقت ايران في يوم واحد ألف صاروخ فقط؟؟!!!
عندها سلمولي على ابن سلمان وسوف ادعوه الى طهران لاضع له فيلمه الكارتوني كي يشاهده بهدوء، لان الكهرباء في الرياض ستكون معطلة.. ولربما لا تكون هناك رياض!!
بالمناسبة عرضت ايران بالامس ـ تاريخ كتابة المقال ـ صاروخ "ارض ـ ارض" شبح لا ترصده الرادارات، أسمته "ذو الفقار" ويصل مداه 750 كيلو متر!!!
بقلم: علاء الرضائي
101/23