إعتبر رئيس الجمهورية التونسي الباجي قايد السبسي أنّ إعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارتها إليها لا يُعدّ فقط تخلياً عن مسئوليتها ودورها المفترض في مفاوضات السلام وإنتهاكاً صارخاً لقرارات الشرعية الدولية وإنحيازاً واضحاً لإسرائيل وإستباقاً لمفاوضات الحلّ النهائي بل يعطي أيضاً مسوغاً "لإسرائيل" لشرعنة إحتلالها للأراضى الفلسطينية وخاصة القدس.
وأكد الرئيس التونسي في كلمته أمام القمة الإسلامية المنعقدة بإسطنبول أمس الأربعاء والتي ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية خميس الجهيناوي أنّ هذا القرار سيسمح "لإسرائيل" بالتمادي في الإستهتار بالقرارات الأممية وبإرادة السلام والإمعان في ممارساتها العدوانية وتنفيذ مخططاتها الرامية إلى القضاء على أي أمل في تحقيق السلام المنشود مؤكداً أنّ هذا الأمر مرفوض ومدان.
وقال إنّ خطورة هذا القرار تكمن أيضاً في إستفزاز مشاعر الأمتين العربية والإسلامية ودفع المنطقة نحو المزيد من التوتر والإحتقان والعنف علاوةً على تعميق الشعور بالإحباط وإنعدام الثقة وإستغلال هذا القرار من قبل قوى الإرهاب والتطرف لإستهداف أمن كافة بلداننا وإستقرارها.
ودعا السبسي إلى توحيد الموقف العربي والبناء على الزخم الدولي الواسع الرافض لهذا الإعلان ووضع التصورات العملية لتطويق تداعياته أولاً وبالأساس على القدس في ظلّ رمزيتها ومكانتها المحورية في قضية السلام وعلى حقوق الشعب الفلسطيني والأمّتين العربية والإسلامية وذلك من خلال تكثيف التحركات فى المحافل الدولية وفي مقدّمتها مجلس الأمن الدولي والمؤسسات الأممية لتحمل مسؤولياتها في فرض إحترام قراراتها ومنع أي مساس بالوضع القانوني والتاريخي للقدس والحيلولة دون إستغلال الإعلان الأمريكي من قِبل "إسرائيل" لفرض سياسة الأمر الواقع وإلزامها بإحترام قرارات الشرعية الدولية والإنصياع لإرادة السلام.
وجدد تأكيد موقف تونس الثابت الداعم للقضية الفلسطينية وإدانتها لكلّ الإجراءات المتعارضة مع الشرعية الدولية وكلّ أشكال الإعتداءات الإسرائيلية الممنهجة على الشعب الفلسطيني وإنتهاكاتها في القدس.
المصدر وكالات
24