حقوق الإنسان بين مدع ينتهكها وحام يحميها

الأحد 26 نوفمبر 2017 - 11:25 بتوقيت غرينتش
حقوق الإنسان بين مدع ينتهكها وحام يحميها

الإمام الخامنئي دام ظله

عندما تدافع دول، مثل أميركا، عن حقوق الإنسان، فان هذا الدفاع أمر مضحك مبك ‏للشعوب وكافة المظلومين في العالم.

فهو مضحك لان هذا الدفاع يصدر عن منتهكي هذه ‏الحقوق أنفسهم.. الذين تتلطخ أيديهم اليوم بدماء الشعب الفلسطيني، ناهيك عما ارتكبوه‏ خلال السنوات الماضية، في الشرق والغرب، في أفريقيا وآسيا، وأماكن أخرى، من قتل ‏للشعوب واستهتار بحقوق الإنسان.

إن الكيان الصهيوني يمارس، اليوم، وبدعم من أميركا وحلفائها، اشد الضغوط وأفظع ‏الجرائم بحق الشعب‏ الفلسطيني. ومع ذلك يتحدث هذا الكيان عن حقوق الإنسان... ألا يدعو هذا الأمر للسخرية؟

هذا الدفاع مبك أيضا. فهل يواجه البشر مصيبة أفظع من أن يتلاعب هؤلاء السياسيون ‏بالمفاهيم والقيم الإنسانية؟ يتهمون إيران الإسلامية بانتهاك حقوق الإنسان، في حين أن‏ الإسلام هو اكبر حام لحقوق الإنسان.

 

نحن، كشعب، لماذا ندافع عن الشعب الفلسطيني؟

نحن، كثورة، لماذا ندافع عن الشعوب‏المظلومة؟ ما الذي يربطنا بشعب جنوب إفريقيا؟ لماذا ندافع عن المظلومين في مناطق ‏العالم المختلفة، الذين لا يجرأون على الالتزام بالمظاهر الإسلامية كونهم يرزحون تحت ‏سيطرة حكومات خبيثة تدعي الديمقراطية وتمارس الفاشية؟ ارايتم كيف منعوا الفتاة ‏المسلمة في فرنسا من ارتداء الحجاب؟ ارايتم كيف يضرب رجال الشرطة الأميركيون ‏المسلمين في احد المطارات الأميركية، بسبب قيامهم بأداء الصلاة في المطار؟ لماذا نتحرك بدافع الواجب كلما سمعنا استغاثة مظلوم؟ أليس ذلك من أجل مساعدته ما أمكن، أو على الأقل إيصال صرخة؟

كل هذا استنادا إلى الأمر الإسلامي القائم على أساس حماية‏ حقوق الإنسان.

انتم، يا سادة الظلم والاستكبار، تنتهكون حقوق الإنسان، انتم الذين جعلتم منظمة الأمم ‏المتحدة ولجنة حقوق الإنسان والمفاهيم الإنسانية، لعبة بأيديكم، وأداة لتحقيق أهدافكم. إن موضوع حقوق الإنسان كان، ولا يزال، يحتل من الأهمية مكانة تجعلنا مستعدين لدخول‏المواجهة مع جميع القوى الاستكبارية العالمية. لقد حكم في إيران، وطوال سنين عديدة، أذناب أميركا وباقي الدول الاستكبارية، فقتلوا من أبناء شعبنا المئات، بل الآلاف، في‏الشوارع. والآن، وفي أماكن أخرى، يحدث الأمر نفسه على يد أذناب أميركا.. سجونهم مليئة‏بالمظلومين، لكن المحافل الدولية لا تسمع صوتا يرتفع ضد هؤلاء. لو كنتم مناصرين لحقوق الإنسان فلماذا لا تعترضون على سياسات الأنظمة الرجعية‏ الظالمة التي لم تشم رائحة الديمقراطية يوما؟ لماذا توجهون سهامكم إلى إيران فقط، وهي‏ احد مظاهر الحرية والمشاركة الشعبية، عندنا انتخابات حرة ومتتالية، والشعب يدلي برأيه‏ ويشارك في كافة المجالات؟ أتعترضون على كل هذا؟ انتم لا تناصرون حقوق الإنسان.. انتم تؤيدون كل ما هو ضد الدين، وتتوخون فرض‏هيمنتكم على الدول والشعوب.

انتم غاضبون لقطع أيديكم عن بلد غني وكبير مثل إيران، غاضبون لأنكم تواجهون التحدي والتهديد في العديد من الدول.

إن قضية حقوق الإنسان هي ذريعة بيد القوى الاستكبارية.