من فتاوى الوهابية ... فتاوى تستحق القراءة ليست تأليفا بل من مواقع الفتاوى (13)

السبت 25 نوفمبر 2017 - 09:19 بتوقيت غرينتش
من فتاوى الوهابية ... فتاوى تستحق القراءة ليست تأليفا بل من مواقع الفتاوى (13)

نص فتوى الشيخ حمود بن عقلا الشعيبي في إهدار دم المغني الكويتي عبدالله الرويشد

الفتوى (23)

نص فتوى الشيخ حمود بن عقلا الشعيبي في إهدار دم المغني الكويتي عبدالله الرويشد:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فإن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله خلق تخلق به أعداء الإسلام من يهود ونصارى ومنافقين وعلمانيين ومغنين وصحافيين وزنادقة وغيرهم ، وعمل هؤلاء على نشره عن طريق هؤلاء السفهاء الذين تبين كفرهم من فعلهم ، والذي دفعهم لذلك حب الاشتهار وتكثير المال حتى انزل الله فيهم كتابا يتلى إلى يوم القيامة إذ يقول سبحانه ( ولئن سألتهم ليقولون إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم). وسبب نزول هذه الآية في غزوة تبوك وقد نزلت في بعض المنافقين لما قالوا : ما رأينا مثل قرائنا ، هؤلاء لا أرغب بطونا ،ولا أكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء . يقول ابن عمر رضي الله عنهما كما في تفسير القرطبي : رأيت قائل هذه المقالة وديعة بن ثابت متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم يماشيها والحجارة تنكبه وهو يقول : إنما كنا نخوض ونلعب والنبي عليه الصلاة والسلام يقول ( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون ) ؟

ولا يشك عاقل أن ما يقوم به هؤلاء من تلحين وغناءٍ لآيات كتاب الله سبحانه وتعالى من الكفر الصراح ، إذ الأمة أجمعت على أن من استهزأ بشيئ من الشرع إما بكتابة أو كلام أو غناء أو ما شابه ذلك أن ذلك ردة صريحة ، ولو لم يعلم صاحبه أن ما فعله من الكفر ، يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى ( 7 / 273 ) عند قوله تعالى ( لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) يقول : فدل على أنهم لم يكونوا عند أنفسهم قد أتوا كفرا ، بل ظنوا أن ذلك ليس بكفر ، فبيّن أن الإستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد إيمانه .

ويقول القاضي عياض رحمه الله تعالى في الشفاء ( 2 / 1101 ) :إعلم أن من استخف بالقران أو المصحف أو بشيئ منه أو سبهما أو جحده ... فهو كافر عند أهل العلم بإجماع . ، وعد البهوتي رحمه الله تعالى في كشاف القناع ( 6/137) من نواقض الإسلام امتهان القران أو إسقاط حرمته وأن ذلك كفر . اهـ وذكر محمد بن إسماعيل الرشيد الحنفي في رسالة ألفاظ الكفر ( ص 22 ) أن الاستخفاف بالقران أو بالمسجد أو بنحوه مما يعظم في الشرع أنه كفر . اهـ وقد كفر الله سبحانه هؤلاء مع انهم خرجوا غزاة وقد تركوا أولادهم و أزواجهم وأهلهم وأوطانهم وفي وقت شديد الحر وشديد العطش ومع هذا لم يشفع ذلك لهم وحُكِم عليهم بالردة عن الإسلام ، يقول الله عز وجل ( وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون ) ويقول تبارك وتعالى ( وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين .. ) والاستهانة بكتاب الله استهانة بقائله سبحانه وتعالى لأن كلام الله سبحانه صفة من صفاته ، إذ الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات ، يقول النووي رحمه الله تعالى في روضة الطالبين ( 10 / 64 )) : والأفعال الموجبة للكفر هي التي تصدر عن عمد واستهزاء بالدين صريح .(
ونقل القرطبي في تفسيره وهو يشرح موقف المستهزئين في غزوة تبوك قول إبن العربي إذ يقول : لا يخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جادا أو هازلا وهو كيفما كان كفر فإن الهزل بالكفر كفر ولا خلاف فيه بين الأمة ، فإن التحقيق أخو العلم والحق ، والهزل أخو الباطل والجهل .
وليُعلم أن الله سبحانه وتعالى مزق ملك ألاكاسرة كل ممزق وأزال ملكهم لما سخروا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكيف بكتاب الله سبحانه وتعالى ، وإن الساكتين عن إقامة حد الله تعالى بهؤلاء وهم قادرون على ذلك أنهم مثلهم وجدير أن يمزق الله حكمهم ويشتت شملهم كما فعل بغيرهم ، وهم بفعلهم هذا شريكون في الإثم ، يقول الله سبحانه وتعالى ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذن مثلهم ..) الآية .
وأخيرا ..

ليعلم الرويشد وغيره أنه بهذا الفعل إرتد عن الإسلام وثبت كفره ، ويجب على ولي أمر البلد التي ينتمي إليها هذا المرتد وامثاله أن ينفذ فيه حكم الله تعالى وهو القتل بلا استتابه ، لأنه اصبح بفعله هذا زنديقا والزنديق لا تقبل توبته عند العلماء ولأن النبي عليه الصلاة والسلام أهدر دم القينتين اللتين كانتا تغنيان بهجائه عليه الصلاة والسلام .
وإننا نهيب بعلماء الشريعة أن يقفوا صفا واحدا لإقامة حد الله في هذا الطاغوت وامثاله وألا يتساهلوا في ذلك .
نسأل الله جلت قدرته أن ينصر من نصر الدين وأن يخذل من خذل الدين ، إنه وحده القادر وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أملاه
أ. حمود بن عقلاء الشعيبي
هـ1/1/1422