كان الأئمة (عليهم السلام) يمارسون جهاداً عصيباً وثرّاً وشاملاً على الصعيد المعنوي والثقافي؛ بغية الحفاظ على أسس العقيدة الإسلامية, والحيلولة دون الانحراف الذي كان يخشى من ظهوره في ظل حكم السلطان الجائر، والذي كان ظاهراً، وعلى الصعيد السياسي أيضاً.
وقد تجلّت قمة هذه الحركة في عصر الإمام الصادق (عليه السلام), ولا يعني ذلك أنها لم تكن متجلّية في الأزمنة الأخرى، فقد كانت في الذروة أيضاً في عصر الإمام الرضا (عليه السلام) وفي الأزمنة الأخرى كذلك، سوى أنَّ توفّر الفرصة السانحة في عصر الإمام الصادق (عليه السلام) والذي تمكن من اغتنامها لبناء أسس المعرفة الإسلامية الصحيحة في المجتمع وتعميقها, بحيث لم يعد بإمكان التحريف أن يطالها ويزعزعها.