بقلم يسري الغول
كان متجهم الوجه داخل القاعة كالعادة إلى أن أطلق أحدهم نكتة انفسر لها وجهه، فقال زميلنا: إنها المرة الأولى التي أراه يبتسم فيها منذ خمس سنوات. ترى هل كان يعتقد ذلك المتجهم أن الابتسامة عورة؟ أم أنها تقلل من هيبته المصطنعة؟ أم أنه كان يظن أن الابتسامات مدفوعة الثمن؟
إن الابتسامة كنز، تفتح القلوب وتشرح الصدور وتبعث على التفاؤل. الابتسامة مفتاح كل عسير، تمنح النفس السكينة، والقلب الطمأنينة. لذا كم سيكون جميلاً أن ندخل بيوتنا بوجوه ضاحكة مستبشرة، نوزع الابتسامات على من حولنا لتصير الحياة بألوان زاهية مشرقة، ننشر أزهار الابتسامات في العمل والأماكن التي نرتادها، في الشوارع والأزقة والدروب، في المقاهي، وفي دور العبادة.
ربما سيقول البعض: إن الواقع يدفع بنا نحو هاوية الإحباط وتجهم الوجه. ونحن بطبعنا سنرد: إن الابتسامة ستزرع الأمل، وتقتل الإحباط، وستدفع بنا نحو الحياة لنكتشفها بطريقة جديدة، نتمسك فيها بكل رمق. أما من يقاتلون الآخرين من أجل الابتسامات، كما يجري ببعض الأحيان متعوذين من شر قادم، إنما يعبر عن مرض نفسي أو مجتمعي أو ضعف شخصية أو شعور بالضغينة من أولئك المبتسمون. وأذكر أن طفلاً حضر ذات مرة مجلساً للنساء، وظل يضحك حتى ارتاعت النساء وقالت: اللهم اجعله خيراً، شو بدو يصير؟ كأن الابتسامة والضحك فأل شر، حتى صار ديدن كثيرين التعوذ والتخوف من الضحك الكثير من أن مكروهاً سيصيب أولئك النفر. ومن زاوية أخرى فإنك ستجد بعضهم يتشاجر معك لمجرد الابتسام في وجهه أثناء سيرك أو جلوسك في المقهى، يسألك متجهماً ووجه يغلي بالغضب: ليش بتضحكلي؟ إنت بتعرفني؟! فهل الابتسامة بحاجة لسابق معرفة كي نمارسها ونمنح عضلات الوجه الفرصة لممارسة تلك الرياضة؟
إبتسموا فإن الابتسامة كنز.