نشر الكاتب السعودي جمال خاشقجي مقالا له في صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية، تحدث فيه عن الإجراءات التي يتخذها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في خطواتها لـ"محاربة الإرهاب"، والتي يتضرر منها "الأبرياء" بشكل رئيسي، بحسب الكاتب.
وعلق خاشقجي على تصريح محمد بن سلمان، الذي تعهد فيه بأنه "سيسحق المتطرفين" وإعادة "الإسلام المعتدل" إلى المملكة العربية السعودية. "لقد توعد قائلا: "سوف ندمرهم، الآن وعلى الفور".
وأشار إلى أنه "ما من شك في أن الأمير محمد محق في تعقب المتطرفين، ولكنه في الواقع يلاحق الأبرياء، حيث ألقي القبض خلال الشهرين الماضيين على العشرات من المفكرين وعلماء الدين والإعلاميين ورموز مواقع التواصل الاجتماعي داخل السعودية – وأغلبية هؤلاء في أسوأ الأحوال إذا صدر منهم نقد للحكومة فهو من أخف أنواع النقد. أما أصحاب الأفكار المتطرفة فستجدهم داخل هيئة كبار العلماء. خذ على سبيل المثال الشيخ صالح الفوزان الذي يكن له الأمير محمد كل الاحترام والتقدير، رغم أنه أعلن عبر التلفزيون أن الشيعة ليسوا مسلمين. وهناك أيضاً الشيخ صالح اللحيدان، وهو كذلك يحظى بكثير من التقدير، الذي أصدر فتوى تقول بأن الحاكم المسلم غير ملزم باستشارة الآخرين. لهؤلاء أراء رجعية حول الديمقراطية والتعددية وقيادة المرأة للسيارة، ومع ذلك فهم ينعمون بفضل مرسوم ملكي بالحصانة من النقد أو الدحض".
وتابع متسائلا: "هل بإمكاننا أن ننجح في تقديم صورة مقنعة لمجتمع عصري، مجهز بالروبوتات ومزدحم بالأجانب والسياح، بينما تكمم أفواه السعوديين على بعد أميال من "نيوم"؟ هل هذه فعلاً هي السعودية "الحديثة"؟"
المصدر: عربي 21