تظاهر عشرات المغاربة في العاصمة الرباط في الذكرى الأولى لمقتل الشاب محسن فكري سحقا داخل حاوية للنفايات، ورفعوا شعارات مطالبة بمكافحة الفساد وبإطلاق سراح معتقلي حراك الريف.
وقضى فكري في 28 تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي عندما أراد استرداد أسماكه التي صادرتها السلطات بحجة عدم مشروعية صيدها، فجذبته شاحنة النفايات إلى داخلها وسحقته.
وردد المتظاهرون أمام مبنى البرلمان شعارات منددة "بالفساد" وباستمرار حبس ناشطين تظاهروا على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت عقب مقتل فكري بعدة مناطق بالمغرب وخاصة في الريف بشمال البلاد، رافعة مطالب اجتماعية واقتصادية تتمحور حول تنمية الإقليم.
وخرجت تظاهرات في مدن مغربية مختلفة خاصة في الدار البيضاء والناظور وتطوان في ذكرى مقتل فكري. وقال ناشطون إن أغلب الوقفات تعرضت للمنع بحجة عدم الترخيص لها.
وردد المتظاهرون في الرباط هتاف "الإعفاءات ها هي والمحاكمة في هي" في إشارة إلى أن إعفاء مسؤولين من مناصبهم غير كاف ويجب أن تتبعها محاسبة ومحاكمة.
وقرر العاهل المغربي محمد السادس قبل أيام إعفاء عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين من مناصبهم على خلفية تعثر مشروع لتنمية مدينة الحسيمة كانت الحكومة قد أعلنته في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2015، أي قبل نحو عام من مقتل فكري واندلاع الاحتجاجات.
واعتبر مؤيدون لهذه الخطوة أنها تضع حدا للفساد وتظهر الحزم في التعامل مع المفسدين وتستجيب لمطالب المواطنين.
ولكن الناشطة الحقوقية ورئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان سابقا وهي جمعية مستقلة خديجة الرياضي قالت "يجب الاعتراف بأنه لولا الحراك الذي اندلع في الريف لما تمت خطوة الإعفاءات" ولما تم الاعتراف بأن المشاريع التنموية تعاني من خلل، ليس فقط في الحسيمة، فالعديد من المشاريع "تذهب سدى"، برأيها.
وأضافت "بالتالي يجب مكافأة ناشطي الحراك وليس استمرار اعتقالهم"، في تعبير عن مطالبة شريحة من المغاربة بإطلاق سراح معتقلي الحراك.
ووقعت أكثر من 200 شخصية دولية على عريضة لإطلاق سراح "معتقلي الحراك" بمناسبة مرور عام على مقتل فكري من بينهم 18 عضوا بالبرلمان الأوروبي و18 عضوا في برلمانات وطنية بدول أوروبية وعشرات من النقابيين وأساتذة جامعيين عالميين وشخصيات فكرية وأدبية وإعلامية وفنية.
المصدر : الحرة
31105