وتعتبر مدينة حلب أكبر المدن السوريّة، بينما دمشق الكبرى أكبر تجمع سكاني، ويقطن في المنطقتين 44% من مجموع الشعب.ارتفع عدد السكان من 4.5 مليون نسمة عام 1960 إلى 22.5 مليون حاليًا، بنتيجة تحسن متسوى المعيشة والصحة، بينما انخفض معدل الخصوبة من 7 أطفال للمرأة الواحدة وسطيًا منتصف القرن العشرين إلى 3 حاليًا، مع بقاء هذا الرقم فوق المتوسط العالمي المحدد بأنه 2.11 طفل للمرأة؛ هذه الزيادة السكانية المتسارعة تؤثر سلبًا على الاقتصاد والتنمية. إلى جانب المدن التي يفوق عدد سكانها المليونين وهما دمشق وحلب، فإن المدن التي يفوق عدد سكانها المليون أو شارفت على تخطي عتبته هي حمص، وحماه، واللاذقية؛ أما سائر السكان فهم يعيشون في المدن المتوسطة أو الصغيرة، والريف إلى جانب وجود مجموعات قليلة من البدو في بادية الشام. تعاني البلاد من تضخم المدن الكبرى كدمشق وحلب مدعومة بالهجرة من الريف إلى المدينة، وهو ما يؤثر سلبًا على التنمية؛ وبشكل عام فإنّ الكثافة السكانيّة تعتبر عالية في المنطقة الساحلية وسهل الغاب وجبل الزاوية، ودمشق وريفها ومدينة حلب، وتقلّ في الجزيرة ووادي الفرات، وتنعدم تقريبًا في بادية الشام.
منذ القرن التاسع عشر، ازدهرت الهجرة من سوريا نحو العالم الجديد، خصوصًا أمريكا اللاتينية، ويقدر العدد التقريبي لذوي الأصول السورية بنحو 12 - 15 مليون نسمة، ومع امتلاكهم حق الحصول على الجنسية السورية فإن معظمهم غير حاصل عليها، في الفترة الراهنة تزدهر الهجرة نحو منطقة مجلس التعاون، ذات التأثير الديموغرافي الأقل على البلاد بسبب القرب الجغرافي من جهة، وعدم التجنيس في دول المهجر من جهة ثانية. كانت سوريا منذ العصور القديمة موئلاً لهجرات عديدة، أو توطين بديل مثل الشركس في القرن التاسع عشر، أو فرق عسكرية وتجار استقرت نهائيًا في البلاد مثل التركمان، والأرناؤوط، أحدث الهجرات هي هجرة بعض العشائر من نجد إلى وادي الفرات أواخر القرن السابع عشر، والهجرة الأرمنية خلال الحرب العالمية الأولى، وهجرة الفلسطينيين الى سوريا في أعقاب حربي 1948، و1967، والهجرة من الجولان بعد حرب 1967 أيضًا، والهجرة العراقية بعد غزو 2003.
وبعد الأزمة السورية تحول السوريون الى مهاجرين في دول الجوار مثل لبنان والاردن وتركيا والدول الاوروبية خاصة ألمانيا وكندا.
المجموعات الدينية والعرقية:
يتكون الشعب السوري من سبعة عرقيات مختلفة، وتسعة طوائف باعتبار الكنائس المسيحية طائفة واحدة، و19 طائفة باعتبار الكنائس المسيحية طوائف منفصلة. ينصّ الدستور على المساواة في الحقوق والواجبات بين كافة السوريين. على مستوى الدين، فإنّ الإسلام وفق مذاهب أهل السنة والجماعة لاسيّما المذهب الحنفي هو الأكثر انتشارًا بين السوريين بحوالي 744%، وينصّ الدستور على كونه دين رئيس الدولة وفقهه مصدرًا رئيسيًا للتشريع، ويضمن لمختلف الطوائف الأخرى قوانينها الخاصة في الأحوال الشخصية، كما يكفل الحرية الدينية وإنّ كانت مقيدة من بضع جوانب حسب تقرير «الحرية الدينية في العالم»، وتشرف الدولة على القطاع الديني الإسلامي من خلال وزارة الأوقاف، أما المؤسسات المسيحية فهي مستقلة. على مستوى المجموعات العرقية، فإنه وبعد الاستعراب غدا عرب سوريا العماد الأساسي للسكان في البلاد بحوالي 866%. تتميز سوريا بارتفاع نسب "الأقليات" في مناطق معينة وتشكيلهم الغالبية فيها، مثل الساحل السوري ووادي العاصي الغربي ذي الغالبية العلوية، والجزيرة السورية ذات الغالبية الكردية - السريانية، وجبل العرب ذي الغالبية الدرزية، إضافة الى اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام في دمشق وحلب وإدلب.