ولكن بعد سنوات من قتال داعش فشلت الادارة الامريكية في تحقيق إملاءاتها و تعليماتها، وأصبح داعش محاصراً لدرجة أرغمت الادارة الامريكية الى محاولة حماية داعش بشكل وقح، علماً بإن إستعمال داعش في العراق كان نتيجة فشل القوات الامريكية في العراق و التي تم إستبدالها بداعش.
واليوم البنتاغون يحذر دبلوماسيا من امتلاك داعش لاسلحة بيولوجية وكيماوية على الحدود بين سورية و العراق، في حين تقوم واشنطن وتركيا بعرقلة اي تقدم عسكري باتجاه الحدود العراقية السورية، وبل هددت العراق من مغبة التقدم، وآخر محاولات الادارة الامريكية كانت قصفا على قوات سورية شرق محافظة السويداء بحسب بيان البنتاغون، ماذا تريد واشنطن من الحدود العراقية السورية الاردنية.؟
وحدة سورية كاملة مقابل تقسيم العراق
توسل الرئيس الأمريكي الاسبق باراك اوباما للرئيس الروسي السابق مديفيديف للحصول على دعم روسي لباراك أوباما في الانتخابات، وقد صورته الكاميرات صوتاً و صورة و لم يحقق معه أحد عن ما سمي تدخل روسي في الانتخابات الأمريكية، ولكن دونالد ترامب يقوم بهذه التمثيليه في الداخل الامريكي ليبرر نشر القوات في محيط روسيا بحجة أزمة التدخل الروسي في الانتخابات، ويقوم بالتصعيد العسكري حاملاً رسالة مفادها أن واشنطن مستعدة لتسوية الازمة السورية والحفاظ على وحدة الأراضي السورية مقابل تقسيم العراق.
ولتقسيم العراق في ظل تمثيلية الخلاف الامريكي التركي المزعوم تحتاج واشنطن الى ربط كردستان العراق بالأردن, و يأتي هذا الأمر وفق مقولة " واشنطن ستحفظ أمن حليفة روسية في المنطقة و هي سورية مقابل أن توافق روسيا على حفظ أمن كيان الاحتلال الاسرائيلي عبر منع وصل طريق بري من طهران الى بيروت."
ماذا تريد واشنطن؟
يوجد لدى الإدارة الأمريكية وهم بأنها تستطيع مد خطوط نفط من دول الخليج (الفارسي) الى كردستان الى تركيا فآوروبا الشرقية، وبالتالي الهدف الأمريكي النهائي هو تكريس الوجود الامريكي المهدد في آوروبا الشرقية وذلك لتغيير نتائج الحرب العالمية الثانية، وتثبيت الوجود الأمريكي شرق أوروباً.
وتريد واشنطن سبباً جيوسياسيا لتلقط الأنفاس وتعيد طرح مشروعها التقسيمي في المنطقة من جديد، وهذا ما يؤكده تعزيز القوات الامريكية في أفغانستان.
العوامل التي تعرقل المشروع الأمريكي
روسيا وفق سياستها المعلنة تربط امن "اسرائيل" بالعلمية السلمية وقيام دولة فلسطينية، ويمكن أن تقول أن العدوان على لبنان عام 2006 جرى بوجود القوات الامريكية في العراق و دون وجود خط بين طهران و بيروت، و لم تنتصر "إسرائيل"، و بالتالي لن تقبل موسكو بمعادلة أمن سورية من أمن "إسرائيل" عبر قطع الطريق بين إيران و دمشق، بل عبر إطلاق مفاوضات التسوية وتوقف إسرائيل عن إحتلال الاراضي العربية، خصوصاً أن قطع طريق طهران مع دمشق سوف تعارضه الصين حليفة روسيا التي تنفق مئات مليارات الدولارات على طريق الحرير.
وكذلك في حال وافقت موسكو على عملية تقاسم مع الولايات المتحدة فهذا يعني أن موسكو تقبل بتغير نتائج الحرب العالمية الثانية ويستحيل لموسكو أن تقبل بتكريس تغير نتائج الحرب العالمية الثانية، وبالتالي ما تطرحه واشنطن سيقف أولاً أمام عائق عدم القبول الروسي الصيني بأي شكل من الأشكال، فضلاً عن معارضة إيران لمثل هذا المشروع، وهي تريد مد خط غاز عبر العراق و سورية الى آوروبا.
المشروع الروسي البديل
يكرر المسؤولون الروس عبارة عدم تغير نتائج الحرب العالمية الثانية وبالتالي موسكو جاهزة لوقف نفوذها غرب آوروبا مقابل وقف النفوذ الأمريكي شرق آوروبا، وبالتالي مد خط غاز إيراني عبر سورية هو الحل الأمثل لوقف النفوذ الروسي في آوروبا الغربية، وإعادة الأمن الى شمال إفريقيا ضرورة لمثل هذا الأمر، ووقف محاولات إسقاط الأنظمة و نشر التطرف، و أي حوار مع روسيا يجب أن يبدأ بالذهاب الى حل سياسي في سورية وليبيا واليمن وإطلاق مفاوضات السلام، ويبدأ بكف واشنطن عن التهديد بشن الحروب من سورية الى إيران الى كوريا الديمقراطية، علماً بأن موسكو حتى الساعه لم تقم بضرب أنظمة مدعومة أمريكياً ضمن مناطق النفوذ الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية وهي قادرة على ذلك، وقد ضربت في مناطق نفوذها عام 2009 في جورجيا، ولو أرادت يمكنها توجيه ضربات صاروخية على حلفاء للإدارة الأمريكية في الخليج (الفارسي) مثلاً كضرب مطار سعودي كامل وسحقه بصواريخ كاليبر دون أن يكون هناك رد أكثر من التنديد والوعيد، ولكن وضع روسيا مريح ولا تحتاج الى مثل هذه الضربات حتى الساعه، ولا يوجد لدى موسكو مشاريع هيمنة وتوسع، وترفض فكرة تغيير نتائج الحرب العالمية الثانية.
الوضع في سورية
يمكن وصف مختصر الأوضاع في سورية بأن واشنطن كانت عاجزة عن شن حرب على سورية في ظل تضرر شبكة الدفاع الجوي السورية وفي ظل حصار دمشق و إحتلال حمص وقبيل التدخل الروسي، وإستمرار الادارة الامريكية في نهج الحرب على وقع تحديث منظومة الدفاع الجوية السورية له معنى واحد أن سورية التي تجرأت وطردت وارن كريستوفر من دمشق وقابلت تهديدات كولن باول بدعم المقاومة العراقية التي أذلت كولن باول ومن تلاه في العراق وتجرأت على الامريكي في لبنان والعراق نهاية المطاف ستقوم بإذلال الأمريكي على أرضها، وكما كانت شريكاً في إذلال الامريكي في لبنان والعراق, و واهم من يعتقد بأن سورية ستوقف الحرب قبل تحرير كل شبر من ترابها، وواهم كل من يعتقد أن الأمريكي الذي عجز عن مد خط غاز ونفط في أفغانستان بعد 15 سنة حرب يمكن أن يتجرأ على التفكير بتمرير مشاريع التقسيم في العراق، وواهم من يعتقد بأن سورية في اللحظة المناسبة لن تتجرأ على واشنطن فوق ترابها المقدس.
جهينة نيوز - كفاح نصر