زيارة بوتين لطهران، بعد سبعين عاماً تقريباً على انسحاب آخر الجيوش الروسية من الأراضي الإيرانية، مناسبة ليقرأ المسؤولون الروس أحداث الحاضر والمستقبل، في ضوء أمثولات التاريخ وعبره.
زيارة بوتين لطهران، بعد سبعين عاماً تقريباً على انسحاب آخر الجيوش الروسية من الأراضي الإيرانية، مناسبة ليقرأ المسؤولون الروس أحداث الحاضر والمستقبل، في ضوء أمثولات التاريخ وعبره.
، قال مسؤول روسي رفيع . ليس نحن من ينبش أشباح التاريخ اليوم بل هم حكام أنقرة ، خصوصاً من يفعلون ذلك. يستعيدون قرناً كاملاً، كان يفترض أن يكون خاتمة لمآسي البشرية. كأننا اليوم على عتبة عودة الإمبراطوريات. علماً بأنّ مثل هذه الاستعادة لا يمكن أن تكون منطقية، ولا حتى متخيلة. تركيا سنة 1915 كانت على أبواب السقوط، وكان نظام جديد يقوم في المنطقة. هو نظام سايكس بيكو. كيانات مركبة في معظمها وحدود هشة وتقسيمات غير طبيعية ولا تاريخية. يومها لم يكن هناك سعودية أصلاً. وتفككت السلطنة. فكيف اليوم! لكن حتى في قراءة هذا المدى التاريخي، يظهر لنا أن روسيا كانت تتصرف دوماً وفقاً لثوابت واضحة في سياساتها الخارجية. هي كانت دوماً مع مراعاة أوضاع الأقليات في الشرق كما في كل العالم
واضاف المسؤول: علماً أن الأمانة التاريخية تقتضي الاعتراف بأن تشرشل كان سياسياً قديراً وخبيراً. فهو من قال يوماً إن النظام الأميركي مثالي، شرط أن يؤدي إلى انتخاب رئيس أميركي عبقري! وتابع هذا المسؤول قائلا : في أوروبا اليوم ثمة دولة قوية. هي ألمانيا. حتى فترة قليلة مضت، كنت أرى أنها الرايخ الرابع يقوم. لكن طبعاً على قاعدة القوة الاقتصادية والسياسية. أخشى أن تكون ميركل قد زرعت بذور تدميرها عبر سياسة اللجوء التي بدأتها. ليس هذا من قبيل العنصرية أو «الكزينوفوبيا». إطلاقاً. لدينا نحو عشرين مليون مسلم يعيشون في دولة روسيا الاتحادية. لهم كياناتهم الذاتية، كما هم مندمجون في باقي الجغرافيا الروسية. لدينا نحو 13 جمهورية إسلامية في روسيا، ولا مشكلة فيها ولا معها. المشكلة الوحيدة هي مع الإرهاب. في جذوره الفكرية والمالية والبشرية واللوجستية. وهي مشكلة عالمية، لا روسية.وواجب العالم كله يواجهها. لأن قدرة الإرهاب على ضرب أي مكان في العالم كبيرة وغير محدودة. فالإرهابي أقوى من أي إجراءات محلية تقوم بها جهة واحدة أو دولة واحدة. يكفيه تجنيد شخص واحد في مركز الهدف الذي يعد لضربه.
. لهذا حربنا على الإرهاب يجب أن تكون شاملة. ويجب أن تكون مستدامة حتى استئصال الإرهاب. لكن هذا لا يعني أن نقفز فوق دروس التاريخ، ولا أن نعبث بثوابت الأوطان. ومن لا يدرك ذلك، فلن يحصد إلا العواصف.