اشاد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي شمخاني بفطنة وحكمة الحكومة الباكستانية في عدم التدخل العسكري بازمة اليمن، داعيا الدول الاسلامية لاعتماد التفاهم وتجنب الحلول العسكرية بغية ان لا تؤدي المشاكل فيما بينها لتوفير الارضية لتدخلات الدول التي لا تريد الخير للمسلمين.
وخلال لقائه في اسلام اباد اليوم الاربعاء مستشار رئيس وزراء باكستان لشؤون الامن القومي الجنرال ناصر خان جنجوعا، قدم شمخاني المواساة بمصرع وجرح عدد كبير من المواطنين الباكستانيين في كارثتي منى والزلزال الاخير، مقدما تعازي ايران حكومة وشعبا لباكستان، معلنا استعداد مؤسسات الاغاثة الايرانية لتقديم المساعدات لمنكوبي الزلزال.
واكد ضرورة الرقي بالمصالح الوطنية للبلدين والاسراع بردم الفجوة بين الوضع القائم والوضع المنشود في العلاقات الثنائية وقال، ان الاواصر الدينية العميقة والمشتركات الثقافية تعتبر الارضية الاهم لتنمية التعوان الشامل بين طهران واسلام آباد.
ووصف امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني كارثة منى بأنها مصيبة اليمة للعالم الاسلامي واضاف، انه وبغض النظر عن الاضرار البشرية لهذه الكارثة التي لا سابق لها، فان المساس بصورة الدين الاسلامي الحنيف لدى العالم في اكبر مراسم عبادية للمسلمين امر لا يمكن التعويض عنه.
واشاد بفطنة وحكمة الحكومة الباكستانية في عدم التدخل العسكري بازمة اليمن وقال، انه ينبغي على الدول الاسلامية عبر تطوير الحوار والتفاهم وتجنب الحلول غير السلمية ان لا يسمحوا بان تتحول المشاكل فيما بينها الى ارضية لتدخلات الدول التي لا تريد الخير للمسلمين.
واكد شمخاني بان تغيير الحكومات في باكستان لا يؤثر اطلاقا في استراتيجية الجمهورية الاسلامية الايرانية غير القابلة للتغيير في مجال تطوير العلاقات الشاملة مع باكستان.
واعتبر الهواجس الامنية والدفاعية المشتركة بين البلدين في قضايا مهمة جدا مثل مكافحة الارهاب وامن الحدود والحيلولة دون تصاعد التطرف والعنف والتعاون الامني الاقليمي، اعتبرها ارضية مناسبة لتنمية التعاون الثنائي وقال، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية على استعداد من دون لي قيود لاتخاذ خطوات مشتركة مع باكستان في مختلف المجالات السياسية والامنية والدفاعية والاقتصادية.
واكد ضرورة اتخاذ سبل مشتركة للقضاء على الاعمال الشريرة والاجراءات المرفوضة التي تقوم بها الجماعات الارهابية العميلة للجانب في حدود البلدين واضاف، ان بعض الدول الكبرى وحلفاءها الاقليميين يسعون للمساس بالعلاقات بين البلدين عبر استخدام الجماعات الارهابية العميلة لزعزعة الامن في الحدود المشتركة الايرانية الباكستاني.
كما اشار الى الموقع المتميز للموانئ الايرانية والباكستانية سواء في الخليج الفارسي او بحر عمان، داعيا الى بدء حوار جاد لتوفير الارضية للارتقاء بمستوي التعاون المشترك.
من جانبه عزى مستشار رئيس وزراء باكستان لشؤون الامن القومي الباكستاني ناصر خان جنجوعا، بمصرع عدد كبير من الحجاج الايرانيين في كارثة منى وقال، انه لا بد من تحديد اسباب وقوع هذه الحادثة الاليمة بدقة واتخاذ السبل الكفيلة لعدم تكرارها مستقبلا.
وهنأ بنجاح ايران في الوصول الى الاتفاق النووي عبر المفاوضات مع مجموعة "5+1" واعتبر الظروف الجديدة بانها توفر الارضية لتواجد ايران القوي والنشط على صعيد التعاون الاقليمي والدولي واضاف، ان الحكومة الباكستانية تسعى بلهف لبدء فصل جديد في التعاون الشامل مع ايران.
واعتبر جنجوعا قضية الارهاب تهديدا عالميا وبحاجة الى ارادة دولية للتصدي لها والقضاء عليه وقال، ان الجهود المشتركة للقضاء على ارضيات نمو الارهاب خاصة في مناطق كافغانستان والعراق وسوريا واسيا الوسطى والقوقاز تعتبر من الضرورات في مسار الحد من نمو هذه الظاهرة المقلقة.
يذكر ان شمخاني وصل صباح اليوم الاربعاء الى اسلام آباد في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها رئيس الوزراء الباكستاني محمد نواز شريف ومستشاره في الشؤون الخارجية سرتاج عزيز.