السيد حسن نصرالله: نفذنا ما يزيد عن 670 عمليةً خلال 3 أشهر

الجمعة 5 يناير 2024 - 13:57 بتوقيت غرينتش
 السيد حسن نصرالله: نفذنا ما يزيد عن 670 عمليةً خلال 3 أشهر

أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن “المقاومة الإسلامية نفّذت ما يزيد عن 670 عمليةً خلال 3 أشهر، كما تم استهداف 48 موقعاً حدودياً أكثر من مرة”، أي منذ 8 تشرين الأول/اكتوبر بعد يوم واحد على عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/اكتوبر.

الكوثر_لبنان

وفي السياق، تابع السيد نصر الله في كلمة له خلال الحفل التأبيني للقائد المجاهد الحاج محمد ياغي (أبو سليم) في حسينية السيدة خولة (ع) في بعلبك، مؤكداً أن “المقاومة الإسلامية نفّذت 494 استهدافاً بينها 50 نقطةً حدوديةً استهدفت أكثر من مرة”، مشيراً إلى أن “المقاومة الإسلامية استهدفت أيضاً التجهيزات الفنية والاستخبارية على طول الحدود وتم تدميرها بالكامل”.

وكشف سيد المقاومة أن “الجنود الإسرائيليين هربوا بعدها من المواقع في اتجاه المستوطنات خشيةً من تقدم المقاومين في اتجاه المواقع واحتلالها”، معلناً أنه “تمّ تدمير عدد كبير من الآليات والدبابات على طول الحدود أيضاً”، وأن “العمليات كانت مستنزفة جداً للعدو الذي مارس تكتماً شديداً على خسائره الكبيرة”.

وهنا أشار السيد إلى أن “العدو لا يعترف لا بقتيل ولا بجريح وهذا جزء من سياساته في التكتم العام على خسائره”.

تجديد العزاء بشهداء كرمان وشهداء الحشد الشعبي في العراق

من جهة ثانية، جدد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله العزاء للامام الخامنئي والشعب الايراني بشهداء التفجيرين الارهابيين الذين استهدفا محافظة كرمان الايرانية، سائلاً لهم “علو الدرجات”، وللجرحى الشفاء العاجل.

هذا وتوجه السيد نصرالله إلى الشعب العراقي وفصائل المقاومة في العراق والحشد الشعبي وحركة النجباء بالتبريك بشهادة الأخ طالب السعيدي، اثر عدوان اميركي مباشر.

فقيد المقاومة الحاج “أبو سليم”:  ثبات ورسوخ في الخط والمسيرة والبصيرة

وعن فقيد المقاومة الحاج أبو سليم، قال السيد إنه “منذ بداية شبابه كان فاعلاً ومؤثراً في محيطه في مدينة بعلبك”، مضيفاً أن “شهادتي بالحاج أبو سليم شهادة حسيّة، إذ عرفتُه منذ أن كنّا شبانًا عام 1978 ومنذ الساعات الأولى نشأت علاقة أخوة ومحبّة وصداقة وثقة كاملة”، موضحاً أنه التقى بالفقيد في “أول مجموعة تنظيمية في بعلبك”.

ولفت الأمين العام لحزب الله أن “الملهم الأول للحاج أبو سليم كان سماحة السيد موسى الصدر”، لافتاً إلى أن “هذا المسير للحاج أبو سليم مع الإمام الصدر والسيد عباس الموسوي والسيد محمد باقر الصدر، هذا الطريق يوصل إلى قيادة الامام الخميني التاريخية”.

وتابع السيد في هذا السياق “عملنا سويًا لأكثر من 40 سنة وتقدّمنا معًا في تحمّل المسؤولية”، مضيفاً أنه “في حزب الله كان قدرُنا أن نكون ونعمل سويًا في بداية حزب الله في البقاع عندما تأسّست قيادة منطقة البقاع، وكان أبو سليم معاونًا ومُعينًا وسندًا ومُساعدًا وحاضرًا لأداء التكليف في أيّ من المواقع على طول هذه المسيرة، وقد كان لديه ثبات ورسوخ في الخط والمسيرة والبصيرة”.

وفي حديثه عن جبهة المقاومة ضد مواقع العدو الصهيوني عند الحدود الجنوبية، أشار السيد نصر الله إلى هذه الجبهة مظلومة إعلاميًا، لافتًا إلى أنه على امتداد أكثر من 100 كلم وما يزيد عن 90 يومًا تمّ استهداف كلّ المواقع الحدودية المعادية وعدد كبير من المواقع الخلفية والمستعمرات ردًا على الاعتداءات الصهيونية على المدنيين، مشيرًا إلى أن المقاومة نفذت ما يزيد عن 670 عملية خلال الأشهر الفائتة، وفي بعض الأيام بلغ عددها 23 عملية يوميًا".

ولفت إلى أن "المواقع الحدودية التي تم استهدافها 48 موقعًا حدوديًا، و11 موقعًا خلفيًا، والنقاط الحدودية التي لجأ إليها جنود العدو 50 نقطة استهدفت أكثر من مرة، عدد المستوطنات 17".

وتابع سماحته "من نتائج هذه المواجهة القائمة منذ 3 أشهر قتل وجرح عدد كبير من جنود وضباط العدو.. العمليات كانت مستنزِفة جدًا له، ومنذ بداية المعركة في جبهتنا الجنوبية مارس العدو تكتمًا إعلاميًا كبيرًا ولا يعترف بقتلاه وجرحاه، والمقاومة قدّمت ما يقارب 90 إصدارًا مصوّرًا حول دبابات وآليات تدمّر وخيمة أو بيت فيه جنود يسقط السقف على الجنود.. اليوم بعض مصادر العدو تنقل عن مصادر في وزارة الحرب الاسرائيلية أن عدد الجنود الذي يصابون بإعاقات قد يصلون إلى 12 ألف جندي منذ 7 تشرين".

وأكد سماحته أنه لم يبقَ موقع حدودي إلّا واستُهدف عدّة مرات، وقد تمّ استهداف التجهيزات الفنية والاستخبارية في كلّ المواقع المعادية، وقال "إخواننا رماة ماهرون يُدخلون الصاروخ الموجّه من نافذة الدشمة للعدو"، معلّقًا على مقولة "إنهم يقصفون العامود"، وقال "هؤلاء إما لا يعرفون وإما جهلة، نحن نضرب التجهيزات الموجودة على العامود التي تقدر قيمتها بمئات ملايين الدولارات ولها سيطرة معلوماتية على جزء كبير من لبنان".

ولفت السيد نصر الله إلى أنه "في المرحلة الثانية هرب جنود العدو الى المستعمرات الخالية من السكان والى محيط المواقع خوفًا من فصائل المقاومة وهجومها على بعض المواقع"، وقال "نحن نحصل على معلومات جيّدة ودقيقة وصور وأفلام بخصوص تموضعات وتجمّعات العدو، وتمّ تدمير عدد كبير من الدبابات والآليات التابعة للعدو واليوم الضباط والجنود مختبئون"، لافتًا إلى أن العدو حاول الاستعاضة عن خسائره الفنية بالمُسيّرات وطائراته الاستطلاعية، وأنه مارس تكتّمًا إعلاميًا شديدًا إزاء قتلاه وجرحاه".

وأشار إلى أنهم في كيان العدو الخبراء يقولون إن عدد القتلى الحقيقي هو ثلاثة أضعاف ما يعلنه جيش الاحتلال، وأن الإحصاء بحسب مصادر وزارة الصحة الاسرائيلية حتى الآن ما يزيد عن 2000 إصابة في جبهة الشمال، وقال "لو كنتم تعرفون حجم الخسائر البشرية لدى العدو وآلياته لما سمحتم لأنفسهم عن جدوى القتال في الجبهة الشمالية"، وأضاف "نفهم أن تكتّم العدو عن خسائره في جبهتنا هو جزء من الحرب النفسية وحتى لا يحرج أمام مجتمعه لأن ما يجري إذلال حقيقي للكيان".

الأمين العام لحزب الله قال "ما يجري عند الحدود الجنوبية وصفه أحد وزراء الحرب الاسرائيليين بأنه إذلال لإسرائيل"، مؤكدًا "كنّا نستهدف أهدافًا عسكرية وضباطًا وجنودًا وإذا ضربنا بيوتًا فهو ردًا على استهداف المدنيين عندنا".

ولفت سماحته إلى أن من نتائج القتال على الجبهة الجنوبية المهجّرون من المستعمرات الشمالية، طيلة الحروب كنا نحن من يتم تهجيرنا، هذا التهجير سوف يشكل ضغطا نفسيا وسياسيا وأمنيا على حكومة العدو إضافة إلى حالة القلق السائدة على جبهة الشمال.

وللذين سألوا عن الجدوى والفادة من فتح الجبهة الشمالية، قال سماحته "منذ أول يوم قلنا إن هدف هذه الجبهة الضغط على حكومة العدو واستنزاف العدو من أجل وقف العدوان على غزة، والهدف الثاني تخفيف الضغط عن المقاومة في غزة في الوضع الميداني.. هذان الهدفان هل يتحققان فعلا من خلال الجبهة اللبنانية؟ نعم.. عندما اضطر العدو نتيجة خشـيته من تطورات الجبهة من الذهاب إلى حرب شاملة، اضطر أن يأتي إلى 100 ألف جندي، اليوم معلومات عن فرق وألوية بأكملها على حدودنا، هؤلاء تم حجبهم عن غزة".

وتساءل السيد نصر الله "نفس ما يجري في الجبهة الشمالية وهذا العدد من القتلى والجرحى وتدمير آلياته ومهجّريه ألا يشكل ضغطًا على حكومة العدو؟"، وقال "بعض اللبنانيين إما جهلة ولم يقرأوا تاريخ لبنان، وإما يتجاهلون، من 1948 "اسرائيل" تهاجم وتقتحم القرى وتعتدي على البيوت وترتكب المجازر، وهم أقاموا أول حزام امني داخل الأراضي اللبنانية.. أقرؤوا التاريخ، يبدو حتى بالمدرسة لم يدرسوا، دائمًا كان أهل الجنوب هم الذين يهجّرون، هذا له قيمة معنوية سياسية وأمنية عالية.. دائمًا كان الشريط الأمني لدينا، يبني حزامًا أمنيا داخل الكيان في الشمال بعمق 3 كلم وفي بعض المناطق بعمق 7 كلم".

وأضاف "أقول للمستوطنين الذين يطالبون بالحسم مع حزب الله، هذا خيار خاطئ لكم ولحكومتكم وأول من سيدفع ثمن هذا الخيار الخاطئ هو أنتم.. إذا كنتم فعلا تبحثون عن الحل، الحل هو أن يتوجه مستوطنو الشمال لحكومتهم بوقف العدوان على غزة، وأي خيار آخر لن يجلب لمستوطني الشمال إلا المزيد من التهجير والأثمان الباهظة".

وعلّق السيد نصر الله على كلام لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بشأن خيمة المقاومة الشهيرة عند الحدود، وقال لنتنياهو "حدثني عن 48 موقعًا حدوديًا يدمر، و11 موقعًا خلفيًا يدمر و17 مستوطنة هوجمت وعن 50 نقطة حدودية، وعن جنودك االمختبئين كالفئران، هل المقاومة التي تقوم بهذا الحجم من العمليات كل يوم هي مقاومة مردوعة؟ الخيمة باتت من الماضي اليوم هناك حرب حقيقية على الحدود".

وتابع سماحته "لم تبادر المقاومة من 1948 إلى ما يحدث منذ 3 أشهر على الحدود الجنوبية للبنان، وفي الماضي عملية واحدة مما يجري اليوم على الحدود كان الاسرائيلي يأتي ويقصف مباني في بيروت، اليوم الاسرائيلي يثبت معادلات الردع التي أسست لها المقاومة منذ سنوات طويلة، وهذا يفتح للبنان فرصة أن يتمكن بعد توقف العدوان على غزة من تحرير بقية أرضه من منقطة الـb1 إلى بقية مزارع شبعا وكل شبر من أرضنا، ونحن أمام فرصة حقيقية لتثبيت معادلة تمنع فيها العدو من اختراق سيادة بلدنا وهي فرصة فتحتها هذه الجبهة من جديد.. لكن أي كلام أو تفاوض أو حوار لن يكون أو يوصل أي نتيجة إلا بعد وقف العدوان على غزة".