وقالت صحيفة الاخبار اللبنانية ، فيما بدا لافتاً أمس إعلان حركة «حماس» أنها أوصلت إلى مَن يعنيهم الأمر تحذيرات من إعادة تفعيل نهج الاغتيال، لِما سيستدرجه من ردود فعل «لا يستطيع أحد تقدير مداها وتبعاتها»، تؤكد مصادر المقاومة أن الأخيرة تضع في حسبانها إمكانية استغلال مناورة «مركبات النار» في شنّ حرب استئصالية كبرى، باتت تمثّل حاجة ماسّة بالنسبة إلى قادة العدو، في ظلّ «التآكل المستمرّ في صورة الجيش والدولة»
يُجيد من عايش أربع حروب مدمّرة في غضون 12 عاماً، عقْد المقاربات على نحوٍ يقظ. ذلك أن مناخات المواجهات الكبرى وإرهاصاتها تتشابه، وخصوصاً في غزة، حيث تكاد مقولة: «الحروب تعيد نفسها» لا تخطئ. يتبدّى التشابه الكبير بين الأجواء الراهنة، وتلك التي سبقت اندلاع أولى الحروب التي شهدها القطاع (2008 - 2009)، في عدّة معطيات من بينها أن المقاومة كانت تُغرق مستوطنات غلاف غزة، وحتى عمق 40 كيلومتراً، برشقات صاروخية غير منقطعة، بينما كانت إسرائيل تتوسّل الفصائل عبر وسطاء دوليين وإقليميين لوقف النار.
يتصاعد التهديد بإمكانية قيام الاحتلال بضربة مباغتة، في الوقت الذي يُجري فيه جيشه مناورة «مركبات النار»، وهي واحدة من أكبر المناورات التي نظّمتها الدولة العبرية منذ تأسيسها، وتحيطها بأجواء من الغموض والتعمية. لكن بالنسبة إلى الخبراء العسكريين، فإن الهدف من المناورة هو واحد من اثنين: إمّا أن تكون تدريبة روتينية تضمر جملة من الرسائل إلى الخصوم، أو أن تكون خداعية بما يشكّل مقدّمة لفعل عسكري تجاه خصم محدَّد سلفاً وفق خطّة مدروسة. وتتزامن «مركبات النار» مع تفجير العدو المشهد بجملة أحداث ذات تأثير إعلامي كبير، بدءاً من اغتيال الصحافية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، مروراً بالاعتداء على جنازتها، وصولاً إلى تسريب جهات مخابراتية تابعة للاحتلال عدداً من الأخبار المضروبة، أوّلها في 14 أيار الجاري، حيث نُسب خبر إلى قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله»، عن قيام العدو باغتيال عماد مشارخة باستهداف مركبته في منطقة القنيطرة المحاذية للجولان السوري المحتلّ، ليتبيّن في ما بعد عدم وقوع ضربة في المنطقة المذكورة، فضلاً عن نفي «السرايا» للخبر جملة وتفصيلاً. وبعد ذلك بيومين، سُرّب خبر آخر (نُسب إلى جريدة النهار اللبنانية) عن نجاح جهازَي «الموساد» و«السي آي إيه» الأميركي، في عملية مشتركة، في اغتيال القيادي في «كتائب القسام» في الخارج، محمد حمدان، خلال زيارته الأردن.