جاء ذلك في موتمر انعقد تحت شعار "فيا سيوف خذيني" بحضور عدد كبير من المواطنين العراقيين في مجمع القصور الرئاسية بالبصرة لإحياء الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد قادة المقاومة.
و خاطب الأمين العام للمقاومة الإسلامية حركة النجباء، بصفته المتحدث الرئيسي للمؤتمر، الشهيدين سليماني والمهندس قائلا: منذ ساعة وفودكما الى ربكما مخضبين بالدماء وما زال ناقوس الثأر يصدح، إن نصركما آتٍ وعدوكما الى زوال، ومازال سلاحنا لم يرتو بعد من قاتليكم الاميركان والصهاينة ومن أعانهم.
وأكد الشيخ أكرم الكعبي على اقتداء المجاهدين بنهج الشهيدين في معاداة الظلم والتضحية بالنفس، داعيا أنصار المقاومة والحشد الشعبي إلى أخذ الدروس من التاريخ، مضيفا إن من حارب الانبياء والاولياء واتهمهم بشتى التهم وارذل الاوصاف، كما ينوي الطغات واعوانهم اليوم فتراهم يعملون على تشويه صورة المقاومة، لتحقيق انصهار مشاريع الاحتلال والتطبيع.
وأشار الى جرائم العدو من نهب وفساد وقتل الشعب العراقي، مصرحا نحن لم نختبئ خلف اصابعنا في يوم من الايام، نحن من نبتنا في هذه الارض وفيها نحيا وفيها نموت، ولا شك أنهم الى زوال وعملائهم سيلحقون بهم اذلاء ومهانين.
واعتبر الأمين العام للنجباء جريمة اغتيال الشهيدين الحاج قاسم وأبو مهدي "جريمة القرن"، موضحا ان هذه الجريمة ازالت اقنعة المتشدقين بالسيادة والتي لا تنجرح مشاعرهم الا عندما يتم توجيه ضربات أليمة للإحتلال الاميركي ومكامنه في ارض العراق حيث نرى الصراخ والعويل يتصاعد ويخفت في مجال الانتهاكات الواسعة للإحتلال وعملائه، من الدول التي جعلت من العراق ميدانا للتجاوز على سيادته و كرامته بالتدخل العسكري او المشاريع التكفيرية والتخريبية.
وانتقد الكعبي بشدة التسويف والاهمال في ممارسة العراق لحقه القانوني في معاقبة مرتكبي جريمة مطار بغداد، مصرحا ان ثأر
واعتبر الانسحاب الاميركي من العراق بأنه "خداع وغير مقبول" حتى يتم تأكيد الانسحاب النهائي لجميع قوات الاحتلال من العراق، مشيرا الى ما يسمى بالحوار الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد، مصرحا ان هذا الحوار هو سيناريو لذر الرماد في العيون ومعد لتبرير بقاء الاحتلال واعلان انسحاب شكلي غير حقيقي بتحويل عنوان القوات العسكرية الى استشارية والتي مازال عددها اكثر من خمسة الاف عنصر، نصفهم من قوات الاحتلال الاميركي والبقية من قوات متعددة الجنسيات.
وأشار المسؤول البارز في المقاومة العراقية الى ان موقفنا ثابت من الاحتلال ومحسوم سلفا، مؤكدا إن المهلة لن تتبعها مهلة اخرى ولا حتى تهدئة او هدنة ولا مجال ولاخيار امام الاميركان الا اخراجهم عسكريا مرغمين محملين بالنعوش.
ورداً على محاولة الأعداء ترهيب قوات المقاومة باللجوء للاغتيالات ومهاجمتهم، صرح الشيخ أكرم الكعبي: "لن تخوفنا تهديداتكم، فكلنا في طريق الحسين عليه السلام مشاريع شهادة. إن عمليات المقاومة لن تتوقف بعد الان وإن الرد على الرد سيكون اقسى، وإن اي حماقة اخرى منكم سيتبعها توسيع دائرة العمليات وسنطالكم ليس في العراق فقط، بل في كل مكان تتواجدون فيه؛ في العراق وخارج العراق وخصوصا في الدول العميلة التي تضم قواعدكم."
وفي حديثه لأهالي البصرة، وصف اخراج المحتل بأنه الخطوة الأولى لإستعادة استقلال العراق وسيادته، مصرحا من يتحدث عن السيادة، ألا يعلم أن اخراج المحتل هو اول مراحل السيادة، ألا يعلم أن سماء العراق محتلة وأن الطيران الأميركي ينتهك سيادة العراق ومن غير رادع؟، ألا يعلم أن اميركا تحاصر العراق من البحر وتحتل جزءا من الاراضي السورية؟ وألا يعلم شيئا عن القواعد الاميركية في السعودية والإمارات وقطر؟
وتابع الأمين العام للنجباء، قائلا: "ان اخراج الاحتلال الأميركي يمهد لتحرير العراق من كل الهيمنة الاميركية على مقدراته الاقتصادية والسياسية وقطع اذناب ال سعود الوهابية وامارات التطبيع من عراق الانبياء والاولياء."
وتحدث الكعبي عن الضربات المؤلمة التي تلقاها الاحتلال حتى الآن ورد على تشكيك البعض في انتصارات المقاومة في العراق، موضحا إن خوف الاميركان وجبنهم جعلهم يذهبون بإتجاه تغيير عنوانهم وتغيير عنوان وجودهم بالاتفاق مع بعض العملاء في ارض العراق من قوات قتالية الى قوات استشارية وهذا دليل على أن المقاومة تسير في الاتجاه الصحيح وهو دليل على ان بوادر انتصار المقاومة بدأت تشرق في ارض العراق.
كما استشهد بمعلومات دقيقة، قائلا: ان المشروع الحالي الاميركي في العراق ضد المقاومة هو خوض حرب بالنيابة، لأن اميركا لم تستطع أن تصمد أمام ضربات المقاومة ولا تستطيع أن تواجه المقاومة، لذلك هي تذهب بإتجاه اخر لتحريك اطراف من الداخل لخوض حرب بالنيابة من الداخل ضد المقاومة من خلال استهداف المقاومة اعلاميا واجتماعيا وهذا ما اشترطه الاميركان حتى على الحكومات السابقة ولكن لم يتحقق.
كما كشف الامين العام لحركة النجباء عن عروض الاعداء للقوى السياسية العراقية بخيانة المقاومة مقابل الحصول على دعم خارجي، موضحا في هذه المرحلة على كل القوى الشعبية الإلتفاف حول الحشد والمقاومة والوقوف في وجه المطبعين والمتخاذلين. كما ان المقاومة قوية وقادرة على أن تدافع عن نفسها بقوة ولن تنثني أبدا.
وجدد أكرم الكعبي في الجزء الأخير من خطابه القول "القيت الحجة على الجميع ولا يوجد خيار سوى الحل العسكري"، معلنا: ان المقاومة سابقا اعطت فرصة بسحب كافة التبريرات من كل الاطراف أما الان فلن نقبل من اي طرف اي طلب لا للتهدئة ولا للهدنة.
وأشار إلى عدم قدرة الكيان الصهيوني على مواجهة حزب الله اللبناني والفصائل الفلسطينية في غزة كأمثلة واضحة على فعالية خيار المقاومة العسكرية، متابعا إن اليوم الشاهد الواضح هذا الحصار الكبير والذي يفرضه تحالف مشؤوم بإسم "التحالف العربي" بقيادة السعودية وبإشراف وتوجيه واوامر أميركية مباشرة ضد الشعب اليمني المظلوم والمقاوم، ولكن نرى انصارالله يوميا يتقدمون ويحررون مناطقهم ويحققون الانتصارات تلو الانتصارات.