جمهورية أذربيجان والبحرين يشتركان في الظلم الممنهج ضد الاغلبية الشيعية

الأربعاء 20 أكتوبر 2021 - 10:23 بتوقيت غرينتش
جمهورية أذربيجان والبحرين يشتركان في الظلم الممنهج ضد الاغلبية الشيعية

العالم الاسلامي-الكوثر: جمهورية اذربيجان والبحرين رغم التباعد الجغرافي بينهما، الا انهما قريبان جدا سياسيا، فالنظامان الحاكمان في هذين البلدين، يكادان ان يكونا استنساخا من أصل واحد وبشكل لافت ومريب.

اوجه التشابه بين النظامين السياسيين في البحرين وجمهورية اذربيجان يمكن تبيانها كالآتي:

-إنفصال النظامين السياسيين وبشكل قد يكون كاملا عن الغالبية الساحقة للشعبين البحريني والاذربيجاني، الامر الذي دفعهما الى الاعتماد كليا على العنصر الاجنبي لحمايتهما من شعبيهما.

-يتمثل العنصر الخارجي، الذي يرى فيه النظامان البحريني والاذربيجاني ضمانة لاستمرارهما رغم ارادة شعبيهما، بأمريكا والكيان الصهيوني، بشكل مشترك، وبالسعودية بالنسبة للنظام البحريني ، وبتركيا بالنسبة للنظام الاذربيجاني.

-الاعتماد على هذا العنصر الخارجي، من قبل النظامين البحريني والاذربيجاني ليس اعتماد سياسا عاديا، كما هو الحال بين دول العالم، بل هو اعتماد يتجاوز كل ما هو مسموح عسكريا وامنيا، حتى بين الحلفاء، فلا حدود ولا سيادة ولا خطوط حمراء بل ولا كرامة وطنية، فالنظام البحريني سمح للسعودية ان تغزو البحرين عسكريا، من اجل قمع انتفاضة الشعب البحريني، فيما فتح النظام الاذربيجاني ابواب جمهورية اذربيجان امام التدخل العسكري والامني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والديني، دون اي خطوط حمراء امام تركيا، حتى ان الاخيرة نقلت الالاف من مسلحي العصابات الوهابية الارهابية التي تمولهم في سوريا الى جمهورية اذربيجان خلال حربها مع ارمينيا، ناهيك عن التدخل التركي العسكري المباشر في هذه الحرب.

-سمح النظامان البحريني والاذربيجاني ودون ادنى تحفظ، للكيان الصهيوني بالتوغل في البحرين وجمهورية اذربيجان، عسكريا وامنيا وسياسيا واجتماعيا، حيث اقام الموساد مراكز تجسس، انتشرت كالسرطان، في هذين البلدين المسلمين.

-النظامان البحريني والاذربيجاني، رغم انفتاحهما على الصهيونية العالمية والتكفيرية الوهابية والبوذية والافكار الهدامة والانحلال الاخلاقي، لهدم الشخصية البحرينية والاذربيجانية الملتزمة والمتدينة، حيث سمحا للمنظمات التي تروج للصهيونية والوهابية والبوذية والانحلال الاخلاقي والشذوذ، بأن تسرح وتمرح في البحرين واذربيجان، وتقيم المعابد اليهودية والبوذية والمدارس الدينية الوهابية والحفلات الماجنة وبيوت الدعارة، الا انهما في المقابل يقمعان شعبيهما ولا يسمحان له حتى عن التعبير عن مشاعره الدينية، بعد ان سلبوا منه حقوقه السياسية، حيث تتعرض كل الشعائر الحسينية في البحرين وجمهورية اذربيجان لمحاولات مستميتة لمحوها من وجدان الانسان البحريني والانسان الاذربيجاني، وبشكل ممنهج.

-كل نشاط او فعالية تقوم بها النخب الدينية في البحرين وجمهورية اذربيجان، حتى لو كانت دعوة لتعزيز الوحدة بين الدول والشعوب الاسلامية، يعتبرها النظامان البحريني والاذربيجاني تهديدا وجوديا لهما، ولا يتورعان عن التنكيل بهذه النخب، ويوم أمس الثلاثاء قامت الشرطة في العاصمة الاذربيجانية باكو ، بمداهمة بيت عالم الدين البارز حجة الاسلام إلقار إبراهيم أوغلو وإعتقاله، والسبب انه نشر رسالة فيديو، بمناسبة مولد النبي الاكرم (صلى الله عليه واله)، واسبوع الوحدة، هنأ فيه المسلمين بالمولد النبوي واسبوع الوحدة، واعرب عن ثقته في أن أعداء الإسلام والشعب المسلم في جمهورية أذربيجان لن يحققوا أهدافهم، ودعا فيها الشعب الاذربيجاني ، وخاصة المتدينين منهم، إلى التزام الهدوء وتجنب الوقوع في فخ أي تخريب وتآمر من قبل أعداء الإسلام وأعداء شعب جمهورية أذربيجان. كما أفادت مصادر إخبارية أنه تم أيضا اعتقال تمكين جعفروف، رئيس تحرير موقع "مائدة" الخاص بنشر المعارف الاسلامية الشيعية واخبار العالم الإسلامي، بالاضافة الى أكثر من 200 مواطن اذربيجاني. فيما اغلب علماء الدين في البحرين اما قابع في سجون النظام الخليفي واما مطارد واما منفي خارج البلاد.

-اهم التهم الموجهة الى النخب الدينية والسياسية في البحرين وجمهورية اذربيجان، هي مطالبتهم بإحترام حقوق الانسان، وادنى هذه الحقوق التعبير عن الراي، واحترام الشعائر الدينية، وعدم تسليم مقاليد الامور في البلدين للاجنبي وعلى راسه أمريكا والكيان الصهيوني والسعودية وتركيا.

-اهم وابرز تشابه لدى النظامين البحريني والاذربيجاني، هو العداء السافر للجمهورية الاسلامية في ايران، فكل التهم التي توجه الى النخب السياسية والدينية الرافضة للتغلغل السعودي والتركي والصهيوني والهيمنة الامريكية، في البحرين وجمهورية اذربيجان، تتلخص في تهمة واحدة لا غير وهي "عملاء ايران". والمعروف ان هذه التهمة هي كفيلة في ان تغطي على كل استبداد وقمع النظامين البحريني والاذربيجاني، مهما كان بشعا ووحشيا، وهذه التهمة يمكن الصاقها وبسهولة بكل مواطن بحريني واذربيجاني، فهذا المواطن هو مسلم شيعي، ومن المستحيل، ان تنزع عنه هذه الصفة، لذلك يتحول الانتماء المذهبي في ظل النظامين البحريني والاذربيجاني الى "تهمة"، ولكي يثبت هذا المواطن العكس وانه مواطن صالح في نظر النظامين البحريني والاذربيجاني، عليه اما التخلي عن مذهبه، واما مهاجمة مذهبه، او مهاجمة الجمهورية الاسلامية في ايران، او الدفاع عن العلاقة مع الكيان الصهيوني وتغلغلها في بلده، او الظهور بمظهر المتسيب وعدم الملتزم خلاقيا ودينيا، فالظهور بمظهر الملتزم والمتدين "تهمة"، والسكوت لا ينفعه، فالسكوت ازاء هذه القضايا "تهمة".

يبدو ان قدر اتباع اهل البيت عليهم السلام، في البحرين وجمهورية اذربيجان، هو ذات قدر اتباع اهل البيت عليهم السلام على مر التاريخ، فالمسلم الشيعي اذا كان عليه ان يسلم على نفسه وعرضه وماله، من بطش جبابرة التاريخ وعمالهم، كان عليه ان يعلن براءته من "ابو تراب"، واذا رفض فكان نفسه وعرضه وماله مباحا لـ"ولاة الامر"، واليوم هو ذات الامس، الا ان عناوين "ولاة الامر" تغيرت من يزيد والحجاج الى امريكا والكيان الصهيوني و"عُمالهما" على البحرين وجمهورية اذربيجان.