وصرح مستشار غني بأن الرئيس ومستشاريه أصيبوا بالذهول من سرعة تقدم طالبان في العاصمة، خاصة وأن غني لم يكن مستعدًا لوصول مقاتلو الحركة، ما دفعه للفرار "بالملابس التي كان يرتديها فقط"، على حد تعبير المستشار.
جاء هروب غني بعد اجتماع عقده أحد كبار أعضاء إدارة الرئيس الأفغاني في كابول مع عضو بارز في جماعة متحالفة مع كل من طالبان، والذي أخبره بأن الحكومة يجب أن تستسلم، رغم أن الأيام التي سبقت وصول طالبان إلى العاصمة الأفغانية، كانت الإدارة الأفغانية تعمل على اتفاق مع الولايات المتحدة لتسليم السلطة سلميا إلى حكومة شاملة واستقالة الرئيس غني.
وهرب أمر الله صالح نائب الرئيس الأفغاني، في اليوم التالي لدخول حركة طالبان العاصمة، متوجها شمالا إلى وادي بنجشير، كما فر كثيرون آخرون من المجمع الرئاسي "بعد فترة وجيزة عندما كان هناك إطلاق نار خارج القصر.
وبحسب المصدر، فإن الرئيس أشرف غني غادر على عجل، حيث ذهب إلى ترمذ في أوزبكستان، وهناك أمضى ليلة واحدة، ثم من هناك إلى الإمارات العربية المتحدة، مؤكدا أنه لم يكن بحوذته أي نقود، بل كان كل ما لديه الملابس التي كان يرتديها فقط، على حد تعبير المصدر.
وأشار المستشار إلى أن الأيام القليلة الماضية، أثبتت عدم إمكانية احتفاظ حكم غني بكابل لفترة طويلة، لذلك كان التركيز الرئيسي هو تسوية تفاوضية من شأنها أن تحافظ على كابل ومواطنيها بأمان، وكان هناك قلق من نشوب حرب داخل مدينة يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة، لذلك أدركت الإدارة الأفغانية أنه إذا غادر غني، فإن المدافع ستبقى صامتة.
وأوضح المصدر أن الولايات المتحدة لم تطلب من غني الاستقالة، لكن كانت هناك خطة لإجراء عملية تفاوض عاجلة بعدها سيسلم السلطة إلى حكومة انتقالية شاملة، كان من المفترض أن يغادر فريق التفاوض يوم الاثنين إلى الدوحة، لكن سقطت كابل يوم الأحد.