وفي الساعات الأربع والعشرين الماضية، سقطت ثاني وثالث أكبر مدن البلاد - هرات في الغرب وقندهار في الجنوب - في أيدي مسلحي "طالبان" وكذلك عاصمة إقليم هلمند الجنوبي.
الهجوم الخاطف عبر معقل طالبان الجنوبي يعني أن المتمردين يسيطرون الآن على نصف عواصم المقاطعات الأفغانية البالغ عددها 34 ويسيطرون على أكثر من ثلثي البلاد.
ولا تزال الحكومة المدعومة من الغرب في العاصمة كابل تسيطر على عدد قليل من المقاطعات في الوسط والشرق وكذلك مدينة مزار الشريف الشمالية.
وبينما لم تتعرض كابل للتهديد بشكل مباشر حتى الآن، فإن حركة طالبان تقاتل القوات الحكومية في مقاطعة لوغار، على بعد حوالي 80 كيلومترا (50 ميلا) من العاصمة.
وكانت مصادر في الجيش الأمريكي قد قدرت أن كابل يمكن أن تتعرض لهجوم المتمردين في غضون 30 يوما وأن طالبان قد تجتاح بقية البلاد في غضون بضعة أشهر، إلا أن مسلحي الحركة سيطروا خلال أيام فقط على جزء كبير من شمال وغرب البلاد.
وقال عطاء الله أفغان، رئيس المجلس الإقليمي في هلمند، إن طالبان استولت على عسكر جاه بعد أسابيع من القتال العنيف ورفعوا علمهم الأبيض فوق المباني الحكومية، فيما لا تزال ثلاث قواعد عسكرية خارج المدينة تحت سيطرة الحكومة.
وفي ترين كوت، عاصمة إقليم أوروزغان الجنوبي، سار مقاتلو طالبان في ساحة رئيسية، يقودون عربة همفي وسيارة صغيرة تم الاستيلاء عليها من القوات الأفغانية.
وأكد مسؤولون محليون أن طالبان استولت أيضا على عاصمتي زابل في الجنوب وغور في الغرب.
مع التدهور الأمني السريع، أعلنت الولايات المتحدة إرسال 3000 جندي للمساعدة في إجلاء بعض أفراد سفارتها في كابول، كما أعلنت بريطانيا وكندا إرسال قوات للمساعدة في عمليات الإجلاء، فيما قالت الدنمارك إنها ستغلق سفارتها مؤقتا بالعاصمة الأفغانية، بينما خفضت ألمانيا عدد موظفي سفارتها إلى "الحد الأدنى".