ومنحت لقاحات مثل "فايزر وبيونتيك" و"موديرنا" و"أكسفورد أسترازينيكا" و"سينوفارم" و"سبوتنيك V"، مؤخرا، الضوء الأخضر للاستخدام في أنحاء العالم، وتلقى الملايين الجرعة الأولى.
ومع تنوع الخيارات بالنسبة للقاحات المتوفرة ضد فيروس كورونا المستجد، يتساءل كثيرون عن مدى أمان الخلط بين التطعيمات، أي أخذ جرعة ثانية مختلفة عن الأولى من حيث الشركة المصنّعة.
ووفق ما ذكر موقع "ساينس فوكس" المتخصص بالأخبار العلمية، فإن الحصول على مناعة قوية ضد فيروس كورونا، يتطلب الحصول على جرعتين، تفصل بينهما أسابيع قليلة.
وفيما يتعلق بإمكانية الدمج بين لقاحين، أوضحت رئيسة قسم التطعيمات في هيئة الصحة العامة البريطانية، ميري رامزي، أنه في "حالات نادرة للغاية، وعند عدم توفر ذات اللقاح في الجرعة الثانية، أو إذا لم يكن هناك سجل عن التطعيم الذي تلقاه الشخص بالجرعة الأولى، فيمكن وقتها إعطاءه لقاحا مختلفا، وهو أفضل من عدم حصوله نهائيا على الجرعة الثانية".
هل من الآمن خلط اللقاحات؟
لا يمتلك العلماء حاليا سببا للاعتقاد بأن مجموعة جرعات اللقاح من الشركات المختلفة المصنّعة قد تسبب ضررا.
ولتأكيد ذلك، أعلن فريق تطوير اللقاحات في بريطانيا عن تجارب تفحص قابلية تبادل لقاحات كوفيد-19.
وبحسب عالم الفيروسات بجامعة "بريستول"، الدكتور ديفيد ماثيوز، فإن المؤشرات الأولية حول أمان تبادل لقاحات كورونا إيجابية مبدئيا، مشددا على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث حول هذه النقطة.
ما مدى فعالية اللقاحات عند اختلاف الجرعات؟
رغم غياب الدراسات التي تؤكد الإجابة على هذا السؤال، إلا أن علماء يرجحون بقوة، أن خلط اللقاحات سيظل ينتج استجابة مناعية قوية، رغم الاختلافات في آليات عمل التطعيمات، والتي تتفق جميعها بمحاكاة عمل الفيروس التاجي، وخداع الجهاز المناعي ليظنّ أنه مصاب بكوفيد-19.
ويرجح بعض العلماء أن جرعتين من لقاحين مختلفين تنتج استجابة مناعية أفضل من اعتماد جرعتين من ذات اللقاح، وهو ما ثبت مع فيروس "السارس" مثلا.
وتعليقا على هذه النقطة، أوضحت البروفيسورة هيلين فليتشر من كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة، أن الجمع بين لقاحات فيروس كورونا "الخطوة المنطقية التالية في تطوير لقاحات كورونا، حيث أن التحضير بنوع واحد من اللقاح وتعزيزه بآخر يعد من الأساليب شائعة الاستخدام لزيادة مستوى ومدة الفعالية ضد الأمراض المعدية".