"المجلس الإسلامي" بإثيوبيا يطالب بمحاسبة مخربي أول مسجد بأفريقيا

السبت 9 يناير 2021 - 06:19 بتوقيت غرينتش
"المجلس الإسلامي" بإثيوبيا يطالب بمحاسبة مخربي أول مسجد بأفريقيا

إثيوبيا-الكوثر: أدان المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بإثيوبيا، الأربعاء، تضرر مسجد النجاشي بتجراي، شمالي البلاد، خلال الحرب التي شهدها الإقليم.

وطالب المجلس، في مؤتمر صحفي، الحكومة الفيدرالية بالتحقيق، واعتقال الجناة وتقديمهم للعدالة.

وقال الشيخ قاسم محمد تاج الدين، الأمين العام للمجلس: "نطالب الحكومة بمعاقبة المتسببين في الهجوم وترميم المسجد الذي يمثل رمزاً إسلامياً وإرثاً تاريخياً للبلاد".

وأكد تاج الدين أن المجلس يتابع القضية عن كثب وسيوافي الإثيوبيين بالمعلومات الكافية عقب عودة الفريق الذي سيذهب إلى مكان الحدث.

وأشار إلى أن المجلس الإسلامي والهيئة الإثيوبية للبحث والحفاظ على التراث الثقافي ضمن الفريق الفني الحكومي للوقوف على تداعيات الواقعة.

وتعرض مسجد النجاشي بإقليم تجراي لأضرار بالغة إثر عملية عسكرية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ضد جبهة "تحرير تجراي" التي سيطرت على الإقليم لنحو 27 عاما.

ويعتبر "النجاشي" أول مسجد في أفريقيا، ويعود تاريخ بنائه إلى هجرة المسلمين إلى الحبشة، عندما أمر النبي محمد (صلى الله عليه وآله) صحابته بالهجرة إلى هناك.

ويقع المسجد بمنطقة "وقرو" التي تبعد نحو 45 كيلومترا شمال مدينة مقلي، حاضرة إقليم تجراي، ويوجد بساحة المسجد أيضا أضرحة 15 صحابياً، وبجوارها قبر الملك النجاشي الذي حكم الحبشة بين عامي 610 و630 ميلادية، واستقبل المهاجرين المسلمين الأوائل.

وتحتضن قرية النجاشي، المسجد بتاريخه العتيق، كأول مسجد في القارة السمراء.


وحظيت قرية النجاشي باهتمام كبير لاحتضانها المسجد الذي يحمل اسمها، وأصبحت لها قدسية دينية إذ تشهد أهم الزيارات مرتين في العام، أحدهما في شهر رمضان، والأخرى في شهر محرم، حيث يقصد المريدون (أتباع طرق صوفية) المسجد لإقامة ما يطلق عليه "حولية النجاشي" تبركا وتقربا.
ومن معالم قرية النجاشي بئر حفرها المهاجرون المسلمون، يطلق عليها الأهالي اسم "ماء زمزم"، وأصبحت هي الأخرى وجهة للبركة والشفاء من الأمراض.
وإلى جانب مسجد النجاشي العتيق القبة الخضراء لضريح الملك الذي خلد التاريخ سيرته، ومواقفه الإنسانية.
ومن فوق التلة التي ينتصب عليها المسجد، يرى الزائر كنيسة "ماريام"، نسبة إلى اسم زوجة النجاشي (ماتت على الديانة المسيحية)، في مشهد للتسامح الديني الذي عرف به الشعب الإثيوبي.