وقالت خلية خبراء الامن العراقية : بالإضافة إلى المصادر الرسمية التي تؤكد تفريغ 2750 طن من هذه المادة كانت على متن سفينة متوجهة الى افريقيا عام 2013 ، لكن يجب معرفة امر هّام، مادة نترات الامونيوم مادة غير قابلة للانفجار ! ، لماذا غير قابلة للإنفجار :
وتقول الخلية ان المتفجرات تنقسم الى قسمين فئة اولية تنصعق بالاشتعال بلهب أو شرارة أو صدمة أو أي مصدر أو وسيلة تعطي حرارة كافية وفئة ثانوية تحتاج إلى صاعق وإلى معزز يطلق خبراء المتفجرات عليه تسمية (محرض)!
وتضيف الخلية: ان نترات الامونيوم لايمكن ان تنفجر بدون محرض ، فحتى عند احتراقه لاينفجر دون خلطه بمواد مُحرضة وانما سيستمر بالاحتراق دون حدوث عصف وضغط مدمر حيث لو تم خلط هذه المادة من كمية كبيرة ومع مادة محرضة وظروف مناسبة كدرجة حرارة عالية "وهذه جميع الظروف التي كانت حاضرة بالحادث" ستتولد موجة انفجارية ضخمة تُقدر بـ 2500 متر في الثانية . ومن المهم ايضاً معرفة ان نترات الامونيوم رغم امكانية استخدامها بصناعة المتفجرات لكن بكميات صغيرة لاتنفع لذلك لايُفضل استخدامها في صناعة الصواريخ او القنابل في ظل وجود مواد اكثر فاعلية.
وبالعودة الى انفجار مرفأ بيروت نستطيع الجزم عن وجود مادة ثانية كانت موجودة في نفس المستودع وهذه المادة واضحة في الانفجارات الصغيرة المتسلسلة في البداية التي حدثت قبل الانفجار الكبير والتي كان يتصاعد منها دخان ابيض ورمادي وليس احمر، وقد تكون هذه المادة في المستودع هي المادة المحرضة على انفجار نترات الامونيوم.
وتتابع الخلية انه : من الصعب تحديد نوع هذه المادة التي كانت في المستودع و التي قد لوثت نترات الامونيوم وتفاعلت معه لتكوين مزيج من مادة عالية الانفجار دون أجراء عملية فحص ميداني لبقايا المواد العالقة.
وتشير خلية الخبراء الى انفجار سامراء وتقول :
انفجار بيروت عاد الى ذهننا انفجار حدث في عام 2015 خلال معارك تحرير غرب سامراء وثقت الكاميرا لحظة انفجار عجلة حمل مفخخة تحمل اطنان من المتفجرات كان يقودها انتحاري استهدف تقدم القوات العراقية، صنع هذا الانفجار ذات صورة انفجار مرفأ بيروت وبعثت بخار اكاسيد النيتروجين وهذا مايؤكد ايضا ان هذه المفخخة كانت تحمل كمية كبيرة من مادة نترات الامونيوم.
ان التنظيمات الارهابية ومنها داعش كانت تستخدم نترات الامونيوم بكثرة بسبب توفرها بالاسواق باعتبارها مادة تجارية غير ممنوعة ، لكن كانوا يقومون بمعامل التفخيخ بخلطها بمواد مُحرضة على الانفجار تعمل بمثابة الصاعق ، ومن اهم هذه المواد هي ازيد الرصاص وازيد الفضة وبروكسيد الهكسامين.
السحابة البيضاء :
ان هذه السحابة التي تكونت بعد اجزاء من الثانية في انفجار بيروت والتي يمكن مشاهدتها ايضاً في انفجار سامراء، وقام الكثيرون بتسميتها بسحابة الفطر النووية او اختراق حاجز الصوت وراحوا يحللون على ان الانفجار هو نووي!
ما هي الا ظاهرة فيزيائية تحدث نتيجة ضغط موجة الانفجار الذي يؤدي الى تكثف الرطوبة في الهواء مع عامل بخار الماء المتولد اساساً من التفاعل الكيميائي لنترات الامونيوم مع الحرارة الذي يبعث أكاسيد النيتروجين وبخار الماء، وتصعد هذه السحابة الساخنة الى اعلى وتنصدم بطبقة الغلاف الجوي الباردة وترتد مكونة حلقة كبيرة تتلاشا بعد لحظات، ويساعد هذه الظاهرة الرطوبة العالية لمنطقة انفجار مرفأ بيروت المطل على البحر والطقس الممطر في الانفجار الذي حدث في سامراء.
الخلاصة التي توصلت اليها خلية خبراء الامن العراقيين : انفجار مرفأ بيروت لم يكن بسبب هجوم جوي وانما حادث داخلي قد يكون مُفتعل او عرضي ادى لنشوب حريق في المستودع.. وكذلك الاهمال وسوء تخزين مادة نترات الامونيوم مع مواد محرضة على الانفجار في مكان واحد.