اليوم الذي قبر فيه العراقيون عصابة البعث والى الأبد

الثلاثاء 25 ديسمبر 2018 - 06:54 بتوقيت غرينتش
اليوم الذي قبر فيه العراقيون عصابة البعث والى الأبد

مقالات ـ الكوثر: لا تفصلنا الا ايام قليلة عن ذكرى، كانت بلسما لبعض جراح العراقيين التي نزفت على مدى اربعة عقود، في ظل تسلط عصابة البعث الاسود على العراق، وهي ذكرى أعدام زعيم هذه العصابة السادية الطاغية صدام حسين في 30 كانون الاول / ديسمبر عام 2006، بعد ان خضع لمحاكمة عادلة، قال خلالها كل ما اراد قوله وبحرية امام العالم اجمع.

تاريخ العراق، قديمه وحديثه، لم يمر عليه طاغية بطغيان السفاح صدام، الذي بيض وجه الحجاج بكل دمويته وبطشه، فلم يكتف بتدمير العراق، فلم يسلم منه لا الاكراد ولا العرب ولا الشيعة ولا السنة من العراقيين، بل فاض طغيانه على المنطقة برمتها، فحارب الجمهورية الاسلامية في ايران ثماني سنوات، بتحريض من امريكا وامراء وشيوخ البترول، ولم يكد يخرج من هذه الحرب العبثية، حتى غزا الكويت، فدفع العراق والعراقيون ثمن مغامراته الطائشة، ففرض عليه حلفاء الامس من الامريكيين وامراء وشيوخ البترول حصارا، ازهقت ارواح مئات الالاف من العراقيين، بينما الطاغية كان يبني قصورا تجاوزت المائة قصر.

ما فعله الطاغية بالعراقيين، لم يفعله هولاكو، فقد استخدم السلاح الكيميائي ضدهم، ودفن مئات الالاف منه احياء في مقابر جماعية، ومزق النسيج الاجتماعي للعراقيين، فقسمهم الى مواطنين من درجة اولى وثانية وثالثة، والقى بمئات الالاف منهم على الحدود، بعدماجردهم من كل ما يملكون، وابقى على اطفالهم واولادهم من الذكور، الذين تجاوز عددهم عشرات الالاف، فقتلهم واحدا احدا في السجون دون ان يرتكبوا ذنبا يستحقون ان يسجنوا بسببه يوما واحدا، ومارس هواية القتل بوحشية، فاقت وحشية الكواسر والضواري، فقطع رؤوس الالاف من العراقيين، ومثل باجسادهم وهم احياء، فقطع انوفهم واذانهم و وسم جباههم، والقى بالالاف منهم في احواض التيزاب، وانتهك اعراضهم، وكل هذه الجرائم موثقة بالصوت والصورة وباعتراف رموز نظامه الاسود.

رغم ان عدالة الارض لم تنصف العراقيين، فاعدامه هو اقصى ما يمكن ان تصل اليه هذه العدالة، ولكن يبقى عزاء العراقيين في عدالة السماء، عندما يقف الطاغية بين يدي الجبار المنتقم، فهو القادر وحده ان ينتقم للعراقيين من سامهم العذاب.

في مثل هذا اليوم، يوم اعدام الطاغية، من كل عام، تخرج ابنة الطاغية، رغد صدام، تنكأ جراح العراقيين، عبر اصدارها بيانا او تسجيلا صوتيا، وهي في الاردن، تعيش عيشة ابناء الملوك، بعد ان سرقت من اموال العراقيين عشرات المليارات من الدولارات، في محاولة لتبييض وجه ابيها الاسود ونظامه الدموي، فقبل ايام بثت سليلة الاجرام والعفن تسجيلا صوتيا، جاء في جانب منه،أن العراق بقيادة صدام كان الحارس الأمين للبوابة الشرقية الحامية للأمة العربية .. وبعد سقوط صدام ضاعت كل القيم الإنسانية والأخلاقية .. وعانى الشعب من التهجير والقتل والطائفية والاجتثاث .. وان الجماعات الإرهابية نفذت ممارسات غير إنسانية وطمست الهوية العراقية ودمرت الحضارة وشوهت مرحلة بأكملها .. واختتمت تسجيلها بالقول : ان القادم أفضل وسنعمل على بناء عراق حر، موحد، ومتطور، يوازي بمكانته البلدان المتقدمة.

رغم ان كل ما قالته سليلة الاجرام ينطبق بحذافيره على ابيها واخوتها واعمامها وعصابة البعث، الا اننا سنذكر غير العراقيين، لان العراقيين اعرف منا بهذه العائلة الموغلة بالاجرام، بما قالته رغد عن عائلتها عندما هربت باموال العراقيين الى الاردن، ففي اول لقاء معها، بثت على فضائية عربية حاقدة على عراق ما بعد الطاغية، حيث قالت بالحرف الواحد ان ابن المجرم صدام، على كيميائي يحمل حقد واجرام العالم كله، لانه هو الذي قطع راس زوجها حسين كامل، و رأس زوج شقيقتها رنا، صدام كامل، بأمر من رئيس العصابة ابوها، وقدم علي كيمياوي راسيهما على طبق من ذهب الى صدام، بعد ان اقنعهما شقيقها المجرم عدي صدام بالعودة الى العراق على الا يمسهما احد بسوء، اثر هروبهما الى الاردن، والملفت ان صدام اطلق على صهريه اللذين ذبحهما علي كيمياوي بيديه، “شهداء الغضب”!

قبل سنوات زوجت رغد ابنتها، حفيدة الطاغية، فأنفقت على حلفة الزفاف ملايين الدولارات، كما اظهرت الصور والافلام، فقد ارتدت العروس فساتين من الذهب والالماس والمجوهرات، ووزعت الهدايا الثمينة على من شارك في المراسم، وهم في اغلبهم من عصابة صدام، من الذين سرقوا اموال الشعب العراقي.

رغد هذه كانت من اشد المدافعين ك”عمها” عزة الدوري، عن عصابات البعث، التي ارتدت رداء الدين وتحولت الى “داعش”، فحرقت الحرث والنسل، وانتهكت كل الحرمات في العراق، بذريعة انهم يحاربون “الاحتلال الايراني”، بينما اكبر ضحايا عصابات البعث الداعشية، كان اهالي المناطق الغربية من العراق، من اهل السنة وفي مقدمتهم النساء والفتيات والقاصرات.

هذه بعض مواقف سليلة الاجرام، التي تعد العراقيين بغد افضل، يعود فيه العراق الى ما كان عليه في زمن ابيها، زعيم عصابة البعث المجرم، ضيعة تتعامل فيها عصابة من المرضى امثال صدام وعلي كيمياويي ووطبان وبرزان وسبعاوي وحسين وصدام كامل وعدي وقصي، مع العراقيين معاملة العبيد، ومثل هذا الغد لن يأتي ابدا، فقد قبره العراقيون مع زعيم عصابة البعث والى الابد.

*منيب السائح/ شفقنا