سفينة ترامب تغرق و ماتيس ليس آخر “القافزين” منها..

الأحد 23 ديسمبر 2018 - 07:05 بتوقيت غرينتش
سفينة ترامب تغرق و ماتيس ليس آخر “القافزين” منها..

الأميركيتان-الكوثر: تشهد الولايات المتحدة استقالات العديد من الوزراء والمستشارين بسبب السياسات الإنفعالية والمتغطرسة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحقيقة لم يبق في سفينة ترامب التي تغرق سوى صهره جاريد كوشنر.

ماتيس، الجِنرال السابق، الذي يحظى بشَعبيّةٍ كَبيرةٍ في أوساطِ الجُمهوريّين والدِّيمقراطيّين معًا، كانَ مُتَميِّزًا ومُختَلفًا عَن كُل الذين استَقالوا قبله، لأنّ استقالته كانت مُهذَّبة أوّلًا، ومُسَبَّبة ثانيًا، وتَضمَّنت ثَمانِي فقرات أكَّد فيها خِلافه مَع الرئيس ترامب.

الخِلاف بين ماتيس الذي يَصِفه الكَثير مِن أعضاء الكونغرس بأنّه واحَة استِقرار وسط فَوضى ترامب، ليس جَديدًا، وظهر على السَّطح مُنذ الأُسبوع الأوّل لاختِيارِه لزَعامَة وزارة الدِّفاع (البنتاغون)، فقد كَشَف بوب وودورد، الصِّحافي الأمريكيّ في كتابِه الأخير “الخوف.. ترامب في البيت الأبيض” نَقْلًا عن ماتيس أنّ ترامب طلب مِنه كوزير دفاع وضْع خُطَط لغَزو فنزويلا، والإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو.

مَصادِر في وزارة الدفاع الأمريكيّة أكَّدت أنّ ماتيس اجتَمع مع ترامب لمُدَّة 45 دقيقة حاوَل خلالها إقناعَهُ بعَدم سَحب القُوّات من سورية لِما تُشَكِّله هَذهِ الخُطوة مِن أخطارٍ على الأمن القَوميّ الأمريكيّ، وعِندما لم يقتَنِع الرئيس الأمريكيّ بحُجَجِه قًدَّم استقالته، وقال “إن الرئيس يحتاج إلى وزيرِ دفاعٍ يتَّفِق مع آرائِه وسِياساتِه”.

وهكذا انْضَم ماتيس إلى قائِمةٍ طويلةٍ مِن رجال ترامب الذين لم يَستَطيعوا التَّعامُل معه، وتحَمُّل مزاجيّته، وتَدخُّلات ابنته وصِهره في الشُّؤون الاستراتيجيّة وكيفيّة إدارة الدَّولة، مِثل ريكس تيلرسون، وزير الخارجيّة، إتش آر ماكمستر، مُستشار الأمن القوميّ، وسلفه مايكل فلين، الذي لم يُعَمِّر غير 22 يَوْمًا، وجون كيلي، الأمين العام للبيت الأبيض، وريان زنك، وزير الداخليّة، وستيف بانون، الخبير الاستراتيجيّ، وغاري كوهين، المُستشار الاقتصادي، وجيف سيشنز، وزير العدل، وأخيرًا، نيكي هايلي، مَندوبَة أمريكا في الأُمم المتحدة.

الأمر المُؤكَّد أن ماتيس لن يَكون آخِر المُستَقيلين، ولعلَّهُ اختار الوَقت المُناسب، لأنّ العام الجَديد سيكون عام التَّحدِّي للرئيس ترامب، ورُبّما عام إطاحته مِن منصبه، فهذا الرجل الذي باتَ يتَصرَّف كالزُّعَماء الدِّيكتاتوريين في الشرق الأوسط والعالم الثالث، لم يَعُد يُشَكِّل خَطَرًا على أمن العالم وسَلامَتِه، وإنّما أمْن أمريكا نفْسِها أيْضًا.