متحف في تركيا لم تنقطع فيه تلاوة القرآن أبدا!!

الأربعاء 24 نوفمبر 2021 - 12:06 بتوقيت غرينتش
متحف في تركيا لم تنقطع فيه تلاوة القرآن أبدا!!

إن للمتقين مفازا-الأخبار: يعدّ قصر طوب قابي، أحد المعالم الرائعة الشاهدة على تاريخ إسطنبول، حيث كان مقراً لمئات السنين، للسلاطين العثمانيين ممن حكموا العالم، فيما بات اليوم متحفاً يحيي ذكريات العهود الماضية...

إنّ جناح الأمانات المقدسة في متحف قصر "طوب قابي" بمدينة "اسطنبول" التركية كان منذ تأسيسه يتشرف بتلاوة القرآن الكريم حيث لم تنقطع فيه قطّ.

ويعدّ قصر طوب قابي، أحد المعالم الرائعة الشاهدة على تاريخ إسطنبول، حيث كان مقراً لمئات السنين، للسلاطين العثمانيين ممن حكموا العالم، فيما بات اليوم متحفاً يحيي ذكريات العهود الماضية.

وبدايات فكرة بناء القصر تعود إلى أعقاب فتح القسطنطينية (إسطنبول) عام 1453م على يد السلطان العثماني محمد الفاتح، حيث تولّدت هناك حاجة لبناء مركز لإدارة الدولة العثمانية في عاصمتها الجديدة إسطنبول، ليتم البدء بإنشاء القصر المذكور عام 1460م. كان قصر طوب قابي مقراً إدارياً، وتعليمياً وفنياً لللإمبراطورية العثمانية، فضلاً عن كونه مسكناً للسلاطين منذ السلطان محمد الفاتح وحتى السلطان العثماني الـ 31، عبد المجيد.

وبتاريخ 3 أبريل/نيسان 1924، تحوّل طوب قابي إلى متحف، ليكون بذلك أول متحف في تاريخ الجمهورية التركية الحديث.

وفي يومنا الحالي، يضمّ قصر طوب قابي حوالي 300 ألف وثيقة أرشيفية، ومجموعة مقتنيات من الأسلحة والمعدات المستخدمة خلال العهد العثماني، والحليّ التي لا تقدّر بثمن، فضلاً عن الأمانات المقدّسة، الأمر الذي جعل منها واحدة من أكبر متاحف القصر حول العالم. أقسام القصر مكونة من 4 باحات، وحرم. كما يتكوّن القصر من قسمين رئيسيين، هما القسم الخدمي "بيرون"، وقسم "أندرون" الذي يضم هياكل التنظيم الداخلي.

وبُني قصر طوب قابي، على مساحة تمتد لـ 700 ألف متر مربع، في شبه الجزيرة التاريخية متوسطاً بحر مرمرة، ومضيق البوسفور والقرن الذهبي، في مكان يعلو الأكروبوليس الروماني الشرقي. ويقع في يومنا الحالي، ضمن حي "جان قورطاران"، بمنطقة الفاتح.

ولا شك أن أبرز ما يميّز "طوب قابي"، هو احتضانه الأمانات المقدسة كسيف النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، وأثر قدمه، وقوسه، وشعرات من لحيته الشريفة، وبعض أغراضه الشخصية، بالإضافة إلى سيوف الخلفاء الراشدين، وعمامة يوسف عليه السلام.

وتتواجد الأمانات المقدسة في القصر التاريخي منذ انتقالها إلى الدولة العثمانية عقب دخول السلطان "سليم الأول" مصر عام 1517، وإحضاره تلك الأمانات إلى إسطنبول، مقر الخلافة الحديثة.

وتشمل الأمانات أدوات وآلات استخدمت في حفظ الأمانات المقدسة فيما مضى، وقطعاً نادرةً جلبت من مكة المكرمة والمدينة المنورة، ووضعت جميعها في غرفة يتلى فيها القرآن على مدار اليوم دون انقطاع.

وإن متحف "طوب قابي" يضمّ جناح الأمانات المقدسة حيث يحتوي على أشياء منسوبة إلى النبي الأكرم(ص)، كما يحتوي علي آثار إسلامية وصنفته منظمة اليونسكو علي أنه من ضمن المعالم المنتمية للمناطق التأريخية في إسطنبول، ومن أثمن ما يوجد في القصر هو مفاتيح الكعبة المشرفة التي تُعد تحفة لما عليها من نقوش ونحوت مقدسة.

ويشهد هذا المتحف ظاهرة لامثيل لها في العالم وهي تلاوة القرآن الكريم ومنذ خمسة عصور من قبل حفظة وقراءة القرآن الكريم حيث هذه التلاوات تستمر دون توقف وهي مستمرة لحد الان.

ويتناوب الآن لتلاوة القرآن الكريم 12 حافظاً للقرآن الكريم تم إختيارهم من بين آلاف من حفظة القرآن وكان للصوت العذب والشخصية الجذابة وإتقان اللغات الاجنبية دور مهم في هذا الاختيار حيث يقول حافظ القرآن "الشيخ نجدت وطنسيفر" و"الشيخ سنان أصلان": "تسعة من الحفاظ للتناوب الليلي الذي يبدأ من الساعة الرابعة والنصف عصراً وثلاثة للتناوب النهاري الذي يبدأ في الثامنة والنصف صباحاً".